يبدو أن وزارة التربية والتعليم تظن أن المواطنين يشعرون بالإعجاب تجاه عملها، لا بد أن لدى بعض مسؤوليها ممن عمروا طويلا في الوزارة شعورا بأننا مرتاحون بما يقومون به وما ينجزونه، أكاد أجزم أن الصورة التي تنقل لمسؤولي التربية والتعليم مغايرة تماما لواقع الحال، صورة معكوسة لا تمت للحقيقة بصلة؛ لأنه من غير المعقول هذا الذي يحدث في وزارة التربية والتعليم من تخبطات وأخطاء مهنية ومشاكل عالقة لا يبدو أن لها حل في المستقبل القريب، طالما الوزارة لا تحرك ساكنا من أجل الوصول إلى لملمة أوراقها المبعثرة التي تزداد مع الأيام تبعثرا، هل مسؤولو التعليم ليس لديهم علم بحالة ونتائج التعليم المتردية تماما، ألا تصلهم قصص الإخفاقات والفشل الذي يضرب أطنابه بين ظهراني التربية والتعليم، ألا يعلمون أن المواطنين لا يشعرون بأي تفاؤل تجاه تعليم أولادهم، أو حصول نقلة تعليمية تجعل مستقبلهم الوظيفي شبه آمن، ومن الغريب الاحتفاظ ببعض القيادات التعليمية التي عمرت طويلا، ولم يعد لديها ما تقدمه في مواكبة النقلات التعليمية الهائلة للدول الأخرى، اكتشاف خطأ في مادة الرياضيات للصف الثالث ثانوي، وتحديدا في (فصل القطوع الناقصة والدوائر في المفهوم الأساسي لخصائص القطوع الناقصة في قانون طول المحور الأكبر وطول المحور الأصغر)، لن يكون نهاية الأخطاء الكارثية التي تحدث في أروقة التربية والتعليم، وهذا ما يجعلنا نسلط الضوء على الميزانية الضخمة التي خصصت لهم، والتي تؤكد أن المشكلة لا تكمن في المال وحده، بل في التخطيط، في بعض القيادات ، في تحول الكثير من هذه القيادات إلى موظفين أكثر مما هم قادة مسؤولون عن مشروع تعليمي مطلوب منه نتائج منافسة. قيادات التعليم يتمتعون بمزايا مالية لا يحصل عليها الكثير غيرهم من موظفي الدولة، فكيف لا يشعرون بأهمية حل مشكلة منسوبيهم من المدرسين العالقة منذ سنوات ممن لهم مستحقات مالية نتيجة الفروق في الدرجات والمستويات الوظيفية، ولماذا لا يهتمون بالتأمين الطبي لمنسوبيهم، ولماذا لا يجدون حلا لتعثر بناء ما يقارب مائتي مدرسة، هناك بعض قيادات التعليم عمرت طويلا ويجب أن تترك الفرصة لغيرها، على الأقل لتحقيق حالة رضى عند المواطنين مثلما يحدث عند فشل منتخبنا الكروي!