عندما يتماهى الفنان مع فنه، ويكون ذلك منطلقا من قاعدة فحواها الشكلي والجوهري الصدق في الإبداع الذي يقدمه للناس، يكون قد كتب شهادة نجاحه بنفسه ولنفسه دونما اعتراض من أحد يأتي ذاك لأن الكل سيكون معه، ذلكم هو مخرجنا التلفزيوني الكبير عبدالله باجسير الذي يعيش إبداعا تلفزيونيا، مرتبطا مع الموسيقى وتاريخ الموسيقى والغناء العربي من خلال برنامجه «الصهبجية» على شاشات شبكة أوربت من القاهرة منذ سنوات طويلة بعد تماهٍ آخر مع الجمال في تلفزيونه وتلفزيون بلده الرسمي.. القناة الأولى «الوحيدة آنذاك» من خلال برامجه المتعددة والتي كان في طليعتها «تحت الأضواء» في بداية الثمانينيات الميلادية. الجديد أن عبدالله باجسير يحضر الآن لعمل تلفزيوني كبير عن حياة الموسيقار الكبير رياض السنباطي رحمه الله «حياة السنباطي»، والذي سيبدأ العمل فيه قريبا، وعن هذا يقول المخرج الكبير عبدالله باجسير في سؤالنا له حول «المواد» التي ستكون منطلقا لهذا العمل، وما الجديد الذي سيكون بحكم الإضافة في حياة السنباطي قال: في البدء، أنا كانت لي علاقاتي الخاصة مع كثير من هؤلاء الكبار في عالم الأغنية العربية، ومنهم أستاذنا السنباطي، ومن خلال عملي في برنامج الصهبجية ومرور الكثير من عبقريات السنباطي، بدأت الفكرة وطرحتها أمام المسؤولين وأصحاب القناة، ووجدت أنها وجدت ترحيبا كبيرا إلى موافقتهم لي في مقترحي في شراء أرشيف وإرث السنباطي الفني والاجتماعي الذي يهم كل الناس، وبالفعل حدث هذا. كيف تم ذلك؟ وماذا تضمن الأرشيف؟ تم ذلك قبل وفاة ابنه ووريثه الفنان أحمد السنباطي رحمه الله، والذي توفي العام الماضي، أما ماذا يتضمن الأرشيف، فلك أن تتخيل أعمالا عظيمة مسموعة وغير مسموعة، أهمها أغنية غير مسموعة كان قد أعدها كمشروع عمل بينه وبين أم كلثوم، وهي عبارة عن أغنية صوفية كانا (أم كلثوم والسنباطي) رحمهما الله قد أعداها لتكون أحدث عمل بينهما قبل رحيلها ومواصلة لنجاحهما الكبير في إبداعات عمر الخيام بعد «الرباعيات»، وكانت الأغنية المعدة التي سيستمع إليها جمهورهما في أوربت تحمل اسم «عش راضيا»، وذلك بصوت السنباطي بالعود لأول مرة، كما سأقدمها بفريق المطربين الأكثر روعة في برنامجنا زينب بركات من الأوبرا، مروة ناجي كذلك والتي قدمت بصوتها «سهران لوحدي» في أوبرا فيينا، ومي فاروق. كما ستشارك معنا في «حياة السنباطي» الفنانة الكبيرة آمال ماهر. متى كان شراؤكم لإرث السنباطي؟ قبل نحو ست سنوات من الراحل أحمد السنباطي الذي كان عنده ذخيرة السنباطي كلها، ومن بينها مباراة غنائية بينهما بصوتيهما سيستمتع بها جمهورنا ومتذوقو الأغنية العربية. وبالنسبة ل «عش راضيا» نفذت باوركسترا عظيمة مكونة من 30 عازفا من مهرة الموسيقيين المصريين بقيادة المايسترو دكتور جمال عبدالمنعم. هل من الممكن أن يشاركنا قراء «عكاظ» الاستمتاع بمطلع القصيدة على الأقل؟ نعم، يقول مطلعها: عش راضيا واترك دواعي الألم واعدل مع الظالم مهما ظلم نهاية الدنيا فناء وعش فيها سعيدا واعتبرها عدم ونحن في «عكاظ» كنا قد التقينا في تلك الفترة مع الفنان أحمد السنباطي قبل رحيله في القاهرة، حيث تحدثنا كثيرا حول إرث وأرشيف والده، حيث كان يتمنى أن لا يضيع هدرا وأن تحتويه جهة أو جهات تعرف قيمته الفنية والتاريخية وتحافظ عليه وتقدمه للناس ومحبو السنباطي وأم كلثوم على طول المدى.