ساد غموض حول مصير الرهائن الذين احتجزهم مسلحون متشددون في منشأة نفطية في منطقة عين أميناس بالجزائر، بعد أن أعلنت السلطات عن انتهاء عملية تحريرهم البارحة. وكشف وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية عن أن التخطيط للهجوم تم في ليبيا. بينما قال مصدر رسمي في ولاية ايليزي إن الهجوم الذي قامت به القوات الجزائرية لتحرير الجزائريين والأجانب المحتجزين كرهائن انتهى البارحة. وذلك بعد ساعات من إعلان للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال فيه إن أزمة الرهائن تقترب من نهاية مأساوية معتبرا أن هذه الأزمة أظهرت أن تدخل بلاده عسكريا في مالي مبرر. وأفاد مصدر أمني جزائري عن مقتل 30 رهينة بينهم سبعة أجانب على الأقل، موضحا أن بين القتلى ثمانية جزائريين ويابانيين وبريطانيين وفرنسيا واحدا. وأشار إنه لم تتضح جنسيات باقي الضحايا. وقال المصدر إن 11 متشددا على الأقل بينهم قائد المجموعة المسلحة أبو البراء الجزائري وثلاثة مصريين وتونسيان اثنان وليبيان اثنان ومالي وفرنسي قتلوا في العملية. وكان وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد قال في وقت سابق إن العملية سمحت بتحرير عدد كبير من الرهائن والقضاء على عدد كبير من الإرهابيين، معربا عن الأسف لسقوط بعض القتلى. وأشار إلى أن السلطات الجزائرية تمسكت بالحل السلمي حتى صباح أمس، واضطرت لمهاجمة الخاطفين بسبب تعنتهم ومحاولتهم مغادرة الجزائر مع الرهائن الأجانب نحو دولة مجاورة لاستخدامهم كورقة ضغط وابتزاز. من جهته، قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية إن كل المعطيات والحقائق تكشف أن المجموعة الإرهابية قدمت من ليبيا. وإن العملية تمت بتخطيط وإشراف الإرهابي مختار بلمختار على الاراضي الليبية. وأعرب عن اعتقاده بأن عدد المسلحين الذين احتجزوا الرهائن لا يتجاوز العشرين. وفيما أعلنت السلطات الجزائرية عن تحرير 600 جزائري ونصف المختطفين الأجانب، قال الخاطفون إن 34 رهينة قتلوا في قصف شنته القوات الجزائرية. وأفادت مصادر جزائرية أن 25 رهينة أجنبيا فروا وقتل ستة عندما شنت القوات الجزائرية عملية لتحريرهم. وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم (كتيبة الملثّمين) ويقودها خالد أبو العبّاس الملقّب ب(مختار بلمختار)، والمعروف ب(الأعور)، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على المنشأة النفطية، قائلة إنها تمكّنت من احتجاز 41 رهينة غربيا من 9 إلى 10 جنسيات مختلفة، بينهم 7 رهائن أمريكيين. وطالبت بوقف العملية العسكرية الفرنسية ضد المتشددين في مالي. من جهته، قال البيت الأبيض إنه يعتقد بوجود أمريكيين ضمن الرهائن الذين يحتجزهم المتشددون. ويشعر بالقلق بشأن تقارير عن سقوط قتلى. ويسعى للحصول على توضيح من حكومة الجزائر. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ردا على سؤال للصحافيين «ونسعى للحصول على توضيح، وفريق الأمن القومي يخطر الرئيس باراك أوباما بالتطورات بانتظام». وتابع أن أفضل معلومات لدينا في الوقت الراهن.. تشير إلى أن مواطنين أمريكيين موجودون بين الرهائن. وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن الجزائر لم تعط حكومته إشعارا مسبقا بعملية تحرير الرهائن. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن كاميرون «أبلغ بأن العملية جارية حين اتصل هاتفياً برئيس الوزراء الجزائري. وكان يفضّل لو تم اعلامه مسبقا بالعمل العسكري». وبدوره، وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وضع أزمة الرهائن في الجزائر بأنه «خطير ومأساوي ويتطور بسرعة».