اختط المدرب الاسباني بيب جوارديولا لنفسه مسارا مختلفا عن توقعات النقاد والرياضيين وآثر الركض بعكس التيار ساعيا إلى استثمار تاريخه التدريبي الذي صنعه في معقل النادي الكاتالوني بما يحقق الربح المادي والمعنوي فضلا عن رفد المزيد من الانجازات إلى متحفه المكتظ بالالقاب والتاريخ، فبينما فاجأ النادي البافاري العالم بإعلانه الاتفاق مع المدرب العصري ذي الارقام القياسية في إسبانيا صدمت الاندية التي قطعت أشواطا من المفاوضات الفاشلة معه. إذ استعرضت صحيفة سبورت الكاتالونية الخبر بتحليل موسع عن دوافعه ومبرراته وقامت بعرض لمشواره في برشلونة امام بايرن ميونخ في المباريات التي جمعتهما كمتنافسين. وخلصت إلى أن مواجهته للنادي البافاري الذي أعلن أنه سيتولى تدريب الفريق بداية من الموسم المقبل لم يعرف الهزيمة أمامه خلال 3 مواجهات جمعت الطرفين في مرات سابقة بصفته مدربا، بينما شارك بيب أمام البايرن بصفته لاعبا في مرة واحدة فقط في نصف نهائي كأس أوروبا موسم 1995/1996، في مباراة الذهاب، بينما ابتعد عن مباراة العودة بسبب الإصابة. وأما كمدير فني فقد تمكن من مواجهة النادي البافاري في موسم 2008/2009 في ربع النهائي لدوري الأبطال حيث فاز البارسا برباعية على كامب نو، وتعادل الفريقان بهدف في ألاينز أرينا. ويبدو أن رهان جوارديولا على فريقه الجديد لن يكون عاديا إذ إنه أمام مفترق طرق صعب بعد أن رفض عروض كبار أندية البريمرليغ وأعرق منتخبات العالم، إذ إن 14 لقب حققها مع فريقه السابق البارسا فى خلال اربع سنوات فقط، ستزيد من العبء عليه لفوراق الامكانات بين الفريقين بوجود أعظم لاعبي العالم في الاعوام الخمسة الماضية بين صفوف النادي الكاتالوني وعلى رأسهم ميسي وتشافي وأنيستا، ما سيضعه في مواجهة الذين لطالموا حاولوا التقليل من دوره بوجود أعظم اللاعبين الذين يراهن على أنهم من صنعوا تاريخ المدرب الاسباني وليس العكس. ويصنف كثيرون بيب ضمن اساطير المدربين فى اوروبا حيث حصد القاب الدورى الاسبانى 3 مرات مقابل مرتين في كأس اسبانيا ومثلهما فى دور ابطال اوروبا، ولقبين فى كأس العالم للاندية، بالاضافة الى السوبر الاسبانى 3 مرات والسوبر الاوروبى مرتين، وهي أرقام لم يسبق ان حققها أي مدرب آخر. والمتأمل لتصاريح المدرب الاسبانى يدرك أن نواياه لم تكن توحي أن بوصلته قد تقوده إلى المانيا عطفا على ارتباط اسمه بالعديد من الاندية الاوروبية خاصة الانجليزية وعلى رأسها ستي وتشلسي، لكنه خالف التوقعات وتقرر أن يبدأ الاشراف على النادى البافارى من الموسم المقبل 2013/2014، بحسب تأكيدات النادى الذي ذكر أن العقد سيكون لمدة ثلاث سنوات. حسابيا لا يبدو أن الشروط المالية كانت ستقف عائقا في وجه اندية إنجلترا وهو ما يثير التساؤلات حول حسابات المدرب ودوافعه للاختيار إذ تشير توقعات إلى أنه قد يغير من خارطة الفريق بالكامل وأن ثمة اوراقا سيكشف عنها في الميركاتو الصيفي المقبل وقد تشهد تغييرا في جلد الفريق بالكامل في محاولة منه لصناعة تاريخ جديد للنادي البافاري يشبه ما حققه في برشلونة. ولم تكن ردود الفعل التي تبعت الاعلان عن الوجهة المقبلة لمدرب البارسا سوى تأكيد على أن اختياره يشكل مجازفة قد تحرجه امام تاريخه في إسبانيا، إذ يرى نائب رئيس نادى الميلان أدريانو غالياني أنه خيار يعلم تبعاته ويبدو أنه لم يكن متعجلا معربا عن توقعه بهذا الإنتقال الذى فاجأ الجميع و ذلك حسب ما نشرته شبكة فوتبول إيطاليا. وعلق حول الصفقة قائلا إنها محتملة وكنت أتوقع حدوثها لأن كرة القدم الألمانية تعكس قوة الاقتصاد الألمانى ولذلك كنت أتوقع إتمامها. وكان مالك الميلان سيلفيو بيرلسكونى قد أعلن من قبل مرارا و تكرارا إنه يرغب فى التعاقد مع جوارديولا، لكنه دائما ما كان يصطدم برفضه وتعنته. بينما نجح رئيس نادي بايرن ميونخ الإلماني كارل هاينز رومينيغه في حسم ما عجزه عن الآخرون إذ أبدى سعادته بهذا الانتصار حين تمكن من التعاقد مع المدير الفني لبرشلونة سابقا، بيب جوارديولا، من خلال تصريحاته التي نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو. وقال نحن سعداء بعد أن تمكنا من الفوز بخدمات جوارديولا على الرغم من أنه كن مطلوبا بالنسبة للعديد من الأندية الكبرى إلا أننا تمكنا من إتمام الاتفاق معه. إنه واحد من أنجح المدربين على مستوى العالم ونحن على ثقة من أنه ليس بايرن ميونخ وحده بل الكرة الألمانية كلها سوف تجني ثمار انضمامه إلى العمل في البوندسليغا. أما جمهور فريق برشلونة الإسباني فأكد أنه لا يشعر بالقلق على المدير الفني السابق للفريق في ميونخ. فيما حذره لاعب ريال مدريد وبرشلونة السابق الالماني بيرند شوستر من العقبات والصعوبات التي سيواجهها جوارديولا في الدوري الالماني حيث قال: ما أراه معقدا لجوارديولا هو الأمر الذي يتعلق بالمدير الرياضي ماتياس زامر، وكارل هاينز رومينيغه رئيس النادي ونائبه أولي هونيس، فالآن وبغياب بيكنباور، سيكون الأمر أشبه بمصارعة الثيران، نعم إنه أمر معقد، ولكن لبيب رأيه في ذلك، البايرن يطمح بتحقيق الكثير، ولكن أيضا عليه أن يولي اهتماما أكبر بلاعبيه ومدربيهم.