في المبتدأ نرفع أسمى آيات الامتنان لخادم الحرمين الشريفين (نصير المرأة) على هذا القرار بوصفه نقلة نوعية لمجمل مقدرات الوطن .. واستتباعا نبارك للعضوات موصولا بالمواطنات قاطبة لأن اختيار العضوات تمثيل للمرأة. وإن أردنا الدقة فهن في أول المطاف وآخره يمثلن مجتمعهن وهو لا ريب اعتراف حقيقي بدور المرأة ومشاركتها في دفع عجلة مسيرة المجتمع وإسهامها في تدشين الأطر الكفيلة لتحقيق التنمية المستدامة . أما بصدد ما أثير من لغط وإن باستحياء لناحية التدابير الاحترازية، كتخصيص مكان لجلوس المرأة وكذا بوابة خاصة بها للدخول والخروج في قاعة المجلس الرئيسية. وفي الإطار تخصيص أماكن لعمل المرأة المكتبي خارج القاعة (منفصلة عن أماكن الرجل) .. فحوى الغمز واللغط .. أن القرار وفق هذا المعطى يعني أن اعتراض البعض على الشكل وليس على مبدأ دخول المرأة للمجلس وبالنتيجة فإن الاحترازات لن تغير في مفهومهم وتفكيرهم .. وعلى الضفة الأخرى ثمة من يقبلون بهذا التوجه ويطالبون في الوقت عينه باحترازات معينة فهم والحالة هذه يجدون أنفسهم أمام مفارقة وإن شئت تشكيك عدمي فكيف يثقون ويعولون على فكر وحصافة سلوك هؤلاء الأعضاء واستقامتهم (رجالا، نساء) ويأتمنون عليهم في التشريع والرؤى في القرارات ذات العلاقة بتوجهات الدولة وفي الحين ذاته يشككون أو لنقل يتوجسون من المقاربة بين جنسي الأعضاء . من هنا جاءت الاحترازات ( الاستباقية ) لتصبغه مشروعية ( ضافية )، وأقول ضافية لأن القرار مشروع أصلا أخذت فيه استشارات مستفيضة لجهة كبار علماء الدين (داخل الهيئة وخارجها) فضلا عن أنه يحقق المصلحة العامة بإطارها العريض والمستدام .. جدير بالذكر أن صاحب القرار الكبير لم ولن يعدم التدابير والصياغات الكفيلة بقطع الطريق على كل من يشكك أو يضع العراقيل عبثا للحؤول دون مسيرة قاطرة المجتمع، فالجميع باستثناء (نزق) واثقون برجاحة فكر المرأة وحذاقة توجهها .. بقي أن أزجي نصحا للعضوات بعدم التعجل بالمنافحة فيما يخص المرأة تحديدا وليعملن بمقتضى ( المواطنة ) بقطبيها وبكلمة أوضح بقطع النظر عن جنسهن فالتكالب المحموم على متطلبات المرأة وإن كانت مسوغة ومشروعة قد يثير حفيظة وامتعاض البعض خصوصا المتربصين والمشككين فما بال الأمر وهن أحوج ما يكن لاستمالة الجميع وطمأنتهم كي يستطعن العمل في أجواء خالية من لغط وتشكيك هنا أو تندر هناك. نختم بالقول .. الذود والمنافحة ميكانيزمات هامة (لكن) ميكنتها واعتمالها بمعزل عن الجنس والطيف .. ونحسبه الهدف والغاية الأسمى والأجدى لوجود الأعضاء تحت قبة الشورى. [email protected]