سائبة تبحث عن الشوارع المزدحمة والأحياء العشوائية، يبتعدون عن الطرق الرسمية والمخططات السكنية، ظاهرة انتشرت في المدينةالمنورة. «عكاظ» تنقلت بين شوارع المدينة وعدد من الأحياء الشعبية، لرصد الظاهرة التي باتت حديث الأهالي في طيبة. أكد محمد السنوسي أحد أهالي حي البحر الواقع جنوب المسجد النبوي، أن الحي تكثر فيه المجمعات السكنية الخاصة بالعزاب وبأسعار زهيدة لا تتجاوز 100 ريال شهريا للسرير في الغرفة الواحدة، الأمر الذي يدفع عددا من العمالة من الجنسية نفسها للسكن في غرفة تحتوي على نحو 6 أسرة، مبيناً أن هذا النوع من السكن يجذب العمالة، الأمر الذي جعل الحي مكاناً مناسباً لاكتظاظها. وطالب السنوسي الجهات المعنية عدم تمكين أصحاب تلك المجمعات من التوسع في هذا النوع من الاستثمار العقاري تحديداً داخل الحي. الأسواق والمحال التجارية من جهته بين كل من سالم عيد وخليل الذبياني أن حي البحر يزخر بالكثير من المحال التجارية المتنوعة التي تعمل على مدى ساعات طويلة، الأمر الذي يستوجب وجود كم أكبر من العمالة، مؤكدين أن المستثمرين يتعاونون مع مجموعة كبيرة من العمالة بشكل غير نظامي. وقالوا: إن التعاون غير النظامي ساهم في خلق بيئة خصبة لوجود تلك العمالة للتنقل داخل الحي وسهولة الانتقال إلى أحياء أخرى مجاورة. تعدد الجنسيات توجهت «عكاظ» إلى حي المشرفية الملاصق تماماً لسوق قباء من الجهة الشرقية، حيث انتشرت فيه عدد من المباني الشعبية والعمائر القديمة المتهالكة، التي اتخذها عدد كبير من العمالة مقراً لهم، وبات ذلك الحي يحوي دولا متجاورة، حيث رصدت عدسة «عكاظ»جنسيات مختلفة تتوزع داخل الحي تمارس حياتها بشكل طبيعي بعد أن استفادوا من الازدحام والتكدس العمراني والبشري. اختفاء الرقيب وقال عبدالرحمن الرفاعي من سكان الحي منذ 15 عاماً: «حاولنا الحد من انتشار العمالة داخل الحي ولكن دون جدوى فأغلب المنازل تعود لمواطنين يقطنون خارج الحي، ولا يشعرون بمعاناتنا من تلك العمالة»، مشيراً إلى أن جرائم قتل وسطو ونصب وقعت داخل الحي، مرجعاً ذلك لوجود عدد كبير من العمالة التي تنتمي لجنسيات مختلفة وبأعمار مختلفة. وطالب الرفاعي بالتواجد المستمر لدوريات الجوازات والفرق الميدانية من مكتب العمل «تواجد جهات رقابية وبشكل مكثف واستمرار حملاتها سيقلل عدد العمالة المخالفة والمقيمة داخل الحي إلى النصف». القضاء على السلبيات في المقابل أوضح رئيس المجلس البلدي في منطقة المدينةالمنورة الدكتور صلاح الردادي، ان هناك برنامجا يتم العمل عليه في الوقت الحالي، وذلك بالتنسيق مع أمانة المدينةالمنورة، حيث يختص البرنامج بالمناطق والأحياء العشوائية في المنطقة، مبيناً أن البرنامج يهدف الى تطوير تلك الأحياء من خلال تقديم عدد من المقترحات التي تعمل على تنظيمها، وتحديد شوارعها الرئيسية. واختتم الردادي «ان هذه المناطق ستشهد تغيراً كبيراً خلال الفترة القادمة، الأمر الذي سوف يساهم في القضاء على كثير من السلبيات التي تشهدها تلك الأحياء في المدينةالمنورة».