لا شك أن انضمام ثلاثين امرأة سعودية لمجلس الشورى يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الوطن، وسابقة تاريخية متوقعة من ملك الإصلاح حفظه الله الذي مهما كتبنا عن دوره في تمكين المرأة السعودية لن نفيه حقه، ومثلي مثل كل نساء الوطن كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، ونحمد الله أن رأيناه قبل أن توافينا المنية، وهو تتويج لمكانة ودور المرأة السعودية في دفع عجلة التنمية، وكم قلنا أكثر من مرة أنه لا تطور لمجتمع دون مشاركة المرأة كنصف المجتمع، ورغم الملاحظات الكثيرة التي تظهر بين الفينة والأخرى حول أداء مجلس الشورى، وحول آلية اختيارهم إلا أنها ملاحظات ستظهر بشكل أكبر عندما تدخل المرأة السعودية ضمن فريقه، سيظهر فريق يحاول إفشال هذه الخطوة المتفردة، وسيتم التسليط على كل شاردة وواردة في أداء هذا المجلس «المختلط»، الذي تم سد ذريعة اختلاطه بعزل العضوات وتخصيص باب دخول وخروج معزول عن الرجال، مما يفقد الحجة لواقفين بوجه عمل المرأة السعودية والتضييق على من تعمل وتحاول أن تعول أسرتها وتحميهم من وطأة الفقر، حيث يبدو أن كل التيارات المضادة لم يجدوا أنفسهم يوما من الأيام تحت خط الفقر، مجلس الشورى النسائي الجديد ضم عناصر مؤهلة وقادرة على تحقيق الكثير من النجاحات، إن لم يجابهن مبكرا بالتيارات المضادة التي تحرص على إفشال أي مشروع نسائي قبل أن يبدأ، كنت أتمنى أن يشمل الاختيار نساء من كافة طبقات المجتمع، وأن لا يقتصر على كثير من حملة شهادة الدكتوراة، وكأن الاختيار قصد به هيئة تدريس لجامعة وليس لمجلس شورى يمثل كافة أطياف المجتمع، لكن هذه الملاحظة لا تقلل أبدا من نجاح هذه الخطوة التاريخية ولا من الآمال المتوقعة من الثلاثين الفاضلات اللاتي سيكن خير من يمثلنا في هذا المكان الفاعل والمؤثر، الجميع ينتظر نقلة تاريخية في تاريخ الوطن ومجلس الشورى السعودي بعد هذا القرار التاريخي المؤثر، أتمنى التوفيق لأخواتي عضوات مجلس الشورى، وأعانهن الله على ما سيواجهنه من إحباطات قبل أن يبدأن!. [email protected]