مع تسمية عضوات مجلس الشورى، تدخل المرأة السعودية في صنع القرار السياسي لأول مرةٍ في تاريخ المملكة، ليمثل صوتها اليوم، أكثر من 9 ملايين امرأة سعودية، بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساس مشاركة المرأة في مجلس الشورى خلال دورته القادمة ب30 عضوة.. ومنذ ذلك الحين إلى اليوم، ارتفع سقف اهتمامات المرأة السعودية وتطلعاتها ارتباطاً بسلسلةٍ طويلةٍ من الأحداث والمتغيرات على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بشكل مجمل في المملكة، لتقود إلى جانب نصفها الآخر "الرجل" مسيرة نهضة هذا الوطن ومواطنيه بكافة جوانبه الحياتية. المستشارة في هيئة حقوق الإنسان الدكتورة فاتن حلواني قالت ل"الوطن" في تعليقها على مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى، إن نسبة مشاركة المرأة في عضوية المجلس في دورته الجديدة بهذا العدد لم تكن متوقعة، وأنها فاقت سقف توقعاتها بكثير. وأضافت"كنت أتوقع أن تشارك المرأة في عضوية مجلس الشورى بنسبة لا تتجاوز ال8 أو 10 بالمائة، ومشاركتها بهذه النسبة الكبيرة مشرفةٌ لنا جميعا.. أتوقع أن تكون المشاركة في الدورة القادمة أكبر، ولا أجد عبارة مناسبة تعبر عن شعورنا بهذه الخطوة". واعتبرت مستشارة هيئة حقوق الإنسان، اختيار العضوات ال30 موفقاً، لكونه شمل سائر التوجهات والأفكار والشرائح، واصفةً هذه الخطوة ب"السابقة" في تاريخ المملكة، والمرأة السعودية بالمجمل. وأكدت حلواني على الاهتمام بالمرأة ومشاركتها في مختلف جوانب الحياة التنموية بكافة أشكالها وأصنافها ومنذ زمن ليس بالقريب. وقالت "من الواضح والملاحظ أنه كلما كان هناك تطور وتقدم في عجلة التنمية في المملكة، تُمنح المرأة مساحة واسعة، لمواكبة حركة التطور والمشاركة به". من جانبها قالت عضوة هيئة حقوق الإنسان ومديرة القسم النسوي جواهر النهاري، أن مشاركة المرأة في مجلس الشورى في دورته الحالية، ستسهم بشكل كبير في إعطاء صورة حيّة لدور المرأة الفاعل في التنمية بمختلف الأوجه على الصعيد المحلي. وعدّت هذه الخطوة بدايةً حقيقيةً لتولي المرأة السعودية مناصب هامة في مختلف قطاعات الدولة في المرحلة القادمة. وأشارت النهاري إلى أن وجود المرأة في مجلس الشورى سيعكس صورة أقرب وأدق عن ما يحدث في الوسط النسائي وكل ما يتعلق بالمرأة السعودية وشؤونها، وقالت في هذا الصدد "المرأة مكملة للقرارات والأنظمة الموجودة، وكل نظام يتعلق بالرجل سيتعلق بالمرأة بطبيعة الحال".