هذا عمل يتسم بالموسوعية، وهو عمل توثيقي، وقد جاء تحت عنوان عام هو (جمهرة الرحلات)، ويرصد فيه الأستاذ أحمد محمد محمود في سلسلة متواصلة ومتصلة كما يقول في التقديم: «نماذج لأشهر رحلات الحج التي كتبها مسلمون من شتى البلدان ومن شتى الأعراق وبمختلف اللغات، فصدر منها ستة أجزاء للرحالة المسلمين، وجزء للرحالة غير المسلمين (الرحلات المحرمة) ممن انتحلوا الإسلام وأدوا الحج وكتبوا عنه. ويختص هذا الجزء من الجمهرة السابع للرحالة السعوديين، ونسجوا في كتاباتهم نهج أدب الرحلات الذي اشتهر به العرب قديما، منذ رحلات قريش في الشتاء والصيف، حتى جاء الإسلام فأعطى الرحلات أبعادا جديدة ومجالات جديدة، وعلى أنها لم تخرج كثيرا من وصف ما يشاهد وتسجيل ما يراه الرحالة من عجائب هذا العالم ومفارقاته». ويضيف الأستاذ أحمد محمود محمود: «وكما كتبت في مقدمة الجزء الأول من هذه الجمهرة أعود وأكرر في هذا منها أن هذا السفر ليس من تأليفي، بل إن مؤلفيه هم مجموعة علماء وأدباء من مفكري هذا الوطن». في هذا الكتاب لأبرز الكتب التي قدمت مشاهدات في بلدان ومجتمعات عربية وأجنبية لمؤلفين سعوديين، منها (المسيرة لداعية جنوب الجزيرة) للإمام عبدالله بن محمد القرعاوي، و(عامان في عمان) لخير الدين الزركلي، وكتاب آخر للزركلي بعنوان (ما رأيت وما سمعت)، وكتاب (صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث) لخليل إبراهيم الرواف، وكتاب (في بلاد عسير) لفؤاد حمزة، و(الرحلة الثمينة إلى حمى المدينة) لعلي حافظ، و(لمحات من الماضي) للشيخ عبدالله خياط، وكتاب (بين التاريخ والآثار) لعبد القدوس الأنصاري. وكتب أخرى تقدم كلها مشاهدات وقراءات وانطباعات في الحياة والأماكن وطبائع البشر لعبدالله بن خميس، عبدالكريم الجهيمان، عبدالفتاح أبو مدين، وحمد الجاسر وآخرين. في سلسلة كتب (جمهرة الرحلات) للأستاذ أحمد محمد محمود صدر الجزء الرابع والخامس من كتاب (رحلات الحج). إضافة إلى صدور كتاب (رحلات الخواجات) إلى البلاد العربية، وأغلب هذه الكتب تتجه نحو تتبع أدب الرحلات بصورة دقيقة.. ولأبرز الشخصيات الأدبية والثقافية والسياسية، بدءا من كتاب (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) للباحث العراقي جواد علي، و(خواطر حاج) للطيب ابن عيسى، وكتاب (المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة) لحمد الجاسر، وكتاب (واقفة وحدي بمكة.. رحلة حج إلى قلب الإسلام) للرحالة إسراء ظفر النعماني. إن سلسلة الكتب التي تقرأ وتسجل وترصد أدب الرحلات للأستاذ أحمد محمد محمود تعكس جهود الآخرين من الباحثين والأدباء والرحالة، وتضيء فنا من أبرز حقول الكتابة، وهو فن أدب الرحلات عبر استقراء وتتبع دقيق، وهو جهد كبير للأستاذ أحمد محمد محمود يؤكد على أهمية الالتفات إلى أدب الرحلات، وهو تاريخ للأمكنة والأزمنة والمجتمعات والأمم والشعوب.