لم تكتمل فرحة «حواء» في المدينةالمنورة بازدياد أعداد المشاغل النسائية، وانحسار التي يعمل فيها رجال، بعد أن اصطدمن بالعديد من المشكلات خلال تعاملهن مع بنات جنسهن، وأصبحن يفضلن التعامل مع الخياطين الرجال على الرغم من انسحابهم من مجال الخياطة تدريجيا. أجمع عدد من السيدات والفتيات على أن أسعار المشاغل النسائية مبالغ فيها وتزيد عن ما يدفعنه للرجال بنسبة كبيرة، فضلا عن أن الخياطات لا يجدن التفصيل ودائما ما يرتكبن الأخطاء في تسجيل المقاسات، ما يدخلهن في مشكلات معهن. وقالت سعاد بخش: «منذ زمن بعيد وأنا أخيط ملابسي لدى الخياط (الترزي)، وعندما قررت أن أتوجه للمشاغل النسائية لوجود مساحة كبيرة من الحرية في التعامل مع النساء وجدت أن أسعارها مرتفعة جدا»، مشيرة إلى أن فستان السهرة الذي يكلف في المشغل النسائي 1500 ريال لا يزيد ثمنه عند الخياط عن 100 ريال. وذكرت أنها عانت حين تعاملت مع إحدى الخياطات، لافتة إلى أنها سجلت مقاساتها بعد اختيار الموديل، بيد أنها فوجئت حين ذهبت لاستلام الفستان في الموعد المحدد بعدم إنجازه. وأضافت: «أبديت استيائي من عدم الالتزام بالمواعيد، وأخبرتها بأني سلمتها عربونا 500 ريال مقابل ان تسلم الفستان لي في الوقت المحدد، وطلبت مني بكل برود أن استلم قماشي والتوجه إلى خياطة أخرى، ورفضت أن تعيد لي العربون، بدعوى أنها قصته، من أجل خياطته لاحقا، وفي هذه الحالة لن أستفيد من القماش»، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى الاستعانة بالشرطة لاستعادة حقوقها. وذكرت أن الخياطة حين أدركت أن الأمر جدي أعادت لها العربون ال500 ريال، وسعر القماش مقابل أن أتنازل عن الشكوى وأن تذهب سيارة الدورية من أمام باب المشغل. في حين أكدت أسماء الأحمدي وحنان الرحيلي وعهود أنهن خسرن نحو خمسة آلاف ريال لكل فستان لدى أحد المشاغل النسائية، بعد أن طلبت منهن صاحبة المشغل ثلاثة آلاف ريال مقابل خياطة فستان واحد وسعر القماش يزيد على 2000 ريال، مشيرات إلى أن صاحبة المشغل رفضت تسليمهن الفساتين التي أتلفتها بعد أن فصلت على غير المقاسات والموديلات المطلوبة. إلى ذلك، أكدت المعلمة وفاء أنها تعرضت لكثير من عمليات الغش والخداع في المشاغل النسائية، فقررت خياطة ملابسها لدى المشاغل الرجالية لأنهم أقدر على الخياطة بحرفية من «النسائية» التي هدفها الأول هو الربح بأي شكل من الأشكال. وتشاركها الرأي عزة التي اتجهت إلى محال الخياطة الرجالية لتفصيل فساتينها، بعد أن دفعت 25 ألف ريال لخياطة فستان الزفاف لابنتها العروس ولم يخط بالشكل المطلوب. كما تؤكد مها الجهني أن ثوب زفافها كلفها في المشغل النسائي نحو 50 ألفا، بينما خاطت اختها ثوب زفافها لدى أحد المشاغل الرجالية ب600 ريال. في المقابل، أوضح المتحدث الإعلامي في أمانة المدينةالمنورة عائد البليهشي أن الأمانة أوقفت إصدار تراخيص جديدة لأنشطة مشاغل الخياطة النسائية التي يعمل بها رجال وعدم نقل ملكيتها أو نقل مواقعها ويسمح بتجديد التراخيص لذات الأشخاص والمواقع التي لم يمض على انتهاء تراخيصها عام واحد.