عبر عدد من الأكاديميين والمثقفين والأدباء والكتاب أن أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيين 30 امرأة في مجلس الشورى، ضمن التشكيلة الجديدة المعلنة أمس الأول، يعد خطوة تاريخية على طريق خدمة قضايا المرأة السعودية. بداية، قالت الدكتورة سهيلة زين العابدين عضوة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان: «أنا أشكر خادم الحرمين الشريفين من الأعماق على أمره الكريم، وعلى خطواته الجريئة، وعلى منحه الفرصة للمرأة للدخول في عضوية مجلس الشورى، فهذا الأمر سيحفظه له التاريخ بأحرف من نور». وأضافت: «أما نحن النساء السعوديات، فسوف نحفره في قلوبنا وعقولنا جيلا بعد جيل، كما حفرنا في قلوبنا من قبل قرار الفيصل بمنحنا حق التعليم في مدارس نظامية قبل أكثر من نصف قرن؛ لأن عضوية المرأة في مجلس الشورى بلا شك سوف يسهم في رفع المعاناة عن كثير من المواطنات، وبصورة خاصة اللاتي حرمن من حقوقهن بحكم وتقاليد وأعراف جاهلية». أما الدكتور هادي اليامي عضو جمعية حقوق الإنسان ونائب رئيس جمعية حقوق الإنسان العربية، فعلق على الأمر الملكي قائلا: «لا شك بأن اختيار نخبة جديدة من المجتمع ضمت مشايخ وأكاديميين ورجال أعمال سيشكلون بإذن الله دعما إضافيا للمجلس، بحيث يعد منظومة تدعم خيارات التنمية، وتلك النخبة التي اختارها خادم الحرمين الشريفين شكلت أطيافا كثيرة من المجتمع»، مثمنا عاليا رؤية القيادة في تمكين المرأة من المشاركة في صنع القرار على اعتبار أنها شريحة مهمة في المجتمع، ووجودها في المجلس يمثل إضافة مهمة مع شريكها الرجل، وذلك لدراسة مشاريع الأنظمة والمبادرات المتعلقة بالمرأة على وجه الخصوص، والمجتمع على وجه العموم. وفي ذات السياق، قالت الكاتبة والشاعرة زينب غاصب: «أتمنى أن يكون دخول المرأة السعودية إلى مجلس الشورى فاعلا في الأخذ برأيها ومقترحاتها، وأرجو من العضوات أن يتحدثن عن قضايا المرأة، وأن يجاهدن كثيرا في تمكينها من حقوقها كافة على المستوى الأسري والاجتماعي والعملي». في حين، قال عبد الله التعزي رئيس جمعية الثقافة والفنون في جدة: «مشاركة المرأة في مجلس الشورى بهذه النسبة يدل على جدية التعاطي مع قضايا المرأة السعودية ومناقشتها بعمق واستمرارية، من خلال تمثيلها في مجلس الشورى، ونتوقع أن يخدم هذا القرار المجتمع أولا وأخيرا، كون المرأة نصف المجتمع». ووصفت الدكتورة هيفاء جمل الليل تشكيل مجلس الشورى الجديد بالحدث الرائع جدا، واعتبرته نصرة فعلية للمرأة السعودية. أما الدكتورة زهرة المعبي، فقالت: «أتمنى أن تكون زميلاتي المنضمات إلى مجلس الشورى الجديد عند حسن ظننا بهن». من ناحيتها، قالت أماني الغازي (أستاذ مساعد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز) أن تعيين هؤلاء النسوة في مجلس الشورى الجديد يعد خطوة رائعة ومهمة تجاه المرأة السعودية، إذ ضم إليه نماذج رائعة من الأكاديميات السعوديات، وأتمنى أن يكن عند حسن الظن بهن. وعن هذا الحدث الكبير، تحدثت ل«عكاظ» الأديبة والإعلامية وشاعرة الأغنية الحجازية الشهيرة ثريا قابل، قائلة: «طوال عمري وأنا أقول بأن يوما ما ستجد المرأة السعودية مكانها الطبيعي، وكنت على يقين أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الذي ستشهد المرأة على يديه هذه الخطوة المباركة، والحمد لله الذي أمد في عمري لأرى هذا الإنجاز الذي أصفه بالطبيعي في مجتمعنا، وأن يأتي الأمر بأن تأخذ ثلاثون امرأة من شقائق الرجال مقاعدهن في مجلس الشورى، إنه لأمر عظيم وفعل من فعائل الرجال الذين يتسنم قيادتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأنا أتلقى هذا النبأ أتذكر تلك المعاناة الكبيرة التي صادفتني وكثيرا من المبدعات السعوديات في ستينيات القرن الميلادي الماضي، ولا سيما أنني كنت واحدة ممن بدأت مواهبهن تبرز في تلك المرحلة، وأذكر أنني عانيت كثيرا في بداياتي تلك كشاعرة وإعلامية اجتماعيا، رغم تشجيع الأسرة لي ووقوف الملك فيصل رحمه الله إلى جانبي في عدد من مشكلات الإعلام التي كان منها رفض الإعلام لتوزيع ديواني (الأوزان الباكية)، وأجازه الملك. إلى ذلك، تقول الأديبة والشاعرة الدكتورة سحر رجب: «في عهد الملك عبدالله ستجد النساء المبدعات المجال متاحا لهن في المشاركة الاجتماعية؛ في سبيل رفعة الوطن وبلوغه المكانة المناسبة بين الأمم، وما وصول 30 امرأة سعودية إلى مجلس الشورى إلا دلالة على أن مكانة المرأة كبيرة لدى خادم الحرمين الشريفين الذي وجدت في عهده كثير الاهتمام، وفتح الأبواب لها للمشاركة الفعلية في صناعة التقدم للأمة، فامتنا جديرة بأن تكون لها مكانتها بين الأمم».