أمتار قليلة جدا هي الفاصل بين مقهى للشيشة والمعسل والجراك، والمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، نعم هذا هو واقع الحال في محافظة بيشة بمنطقة عسير. وفيما استغرب الأهالي هذه الصورة الغريبة، أفاد المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير عوض الأسمري «عكاظ» بأن الإجراءات التنظيمية لتحديد مواقع هذه المقاهي من اختصاص بلديات المحافظات، وهي المسؤولة عنها وفق ما لديهم من أنظمة وتعليمات بهذا الخصوص. من جانبه أوضح المدير التنفيذي لمكتب الدعوة بشمال بيشة مسعر سعد آل نغاش، أن المكتب قدم المناصحات لصاحب المقهى والعاملين فيه، «وقمنا بتوزيع مطبوعات دينية وإرشادية لبيان خطر مثل هذه الأمور من الناحية الدينية والصحية، وبعد مدة قصيرة أبلغنا صاحب المقهى بأنه سيغادر إلى موقع آخر، ولكنه للأسف لم يف بوعوده على مدى عامين كاملين». وكان عدد من أهالي بيشة قد اشتكوا من وجود هذا المقهى بالقرب من مساكنهم لما قد يسببه من أضرار صحية لساكني الحي، فضلا عن احتضانه للشباب بمختلف فئاتهم العمرية دون رقيب أو حسيب، خاصة وأنها تستمر مشرعة الأبواب حتى ساعات متأخرة من الليل. وذكر أحد المواطنين أن هذا المقهى يتسبب في تلوث الأجواء برائحة المعسل والشيشة، إضافة إلى خطرها على الصغار الذين يرتادونه دون علم ذويهم. وطالب الأهالي الجهات المعنية التدخل لإيقاف هذا المقهى المخالف للضوابط الصحية، وكذلك النظامية من خلال سماحها بدخول صغار السن، واتهموها بالسعي وراء الربح على حساب صحة أبنائهم. وأكدوا على ضرورة منع مثل هذه الأنشطة داخل الأحياء السكنية لما تسببه من أضرار، وطالبوا بإبعاد جميع المحلات المزاولة لهذا النشاط إلى خارج النطاق السكني.