من الأمور التي تشغل ذهن الشباب إناثا وذكورا التفكير فيما يحقق النجاح في هذه الحياة، وحق لهم الانشغال بذلك حيث يبدو تحقق النجاح جالبا السعادة، فالنجاح يعني الانجاز، وإحساس الانسان أنه حقق انجازا في أمر ما، مهما تفه، يضفي على نفسه شعورا بالراحة والانبساط فيتذوق السعادة. كثيرا ما يسألني بعض الشباب من القراء والقارئات عن افضل السبل لتحقيق النجاح في الحياة، وكأنهم يتوقعون مني أن أمدهم (بكبسولة) سحرية يلتهمها المرء فيغدو ناجحا. بيد أن النجاح أنواع، ومن ينجح في أمر ليس بالضرورة أن ينجح في بقية الأمور، فقد ينجح المرء في أن يكون تاجرا كبيرا لديه من رؤوس الأموال ما يحلم به الكثيرون، لكنه فاشل في علاقاته الحميمة أو في تربية أولاده أو في توافقه مع ضميره. كما قد يكون المرء ناجحا في عمله كأن يكون طبيبا بارعا أو مهندسا مشهورا لكنه فاشل في محاولاته الاقلاع عن التدخين، أو الالتزام بالحمية الغذائية المطلوب التزامه بها. وهكذا نجد أن النجاح في جانب من الجوانب لا يضمن النجاح في بقية جوانب الحياة، وعلى المرء أن يعمل بشكل منفرد لكل جانب يرغب النجاح فيه. غير أن هناك خصائص عامة لا بد من توفرها في الشخصية لمن أراد النجاح في أي شأن من الشؤون. ولعل أولها وأبرزها، الجد في العمل ونبذ الكسل، فالكسل أعدى أعداء النجاح، وسواء أراد المرء أن ينجح في دراسته أو في عمله أو في زواجه أو حتى في إقامة حفل بسيط يستضيف فيه بعض أصدقائه، لا بد له من العمل بجد للوصول الى النجاح فيه. وثانيها، الاعتماد على النفس، اي أن لا يتوقع المرء من أحد آخر أن يقوم بالعمل بدلا منه أو ينتظر من أحد تقديم العون له، بل يجعل كل همته في أن يعين نفسه بنفسه، فالآخرون لهم من شؤونهم الخاصة ما يلهيهم عن تقديم العون. وثالثها، قوة العزيمة، فالانسان متى رغب في امر ونوى النجاح فيه، لزمه الاصرار والتصميم على انجازه، والصمود أمام ما قد يواجهه من صعوبات وعوائق، فكثير من الفاشلين يعود سبب فشلهم الى ارتخاء عزائمهم، فهم يضعفون سريعا ويستسلمون عند الاصطدام بأول عقبة. ورابعها، التحرر من الخوف والتردد، فالبعض يخاف الفشل او النقد أو اللوم فيتردد بين الاقدام والاحجام، والخوف غالبا يجسم الصعوبات ويضخمها امام الانسان، فتبدو له عملاقة تسد عليه كل الطريق فيتراجع. وخامسها، الحرص على التثقف حول ما يسعى اليه الانسان، فإن رغب النجاح في إنقاص وزنه عليه التثقف حول أفضل الطرق وأصحها نحو ذلك، وإن رغب النجاح في حياته الزوجية لزمه أن يتعلم خير ما يبتكر من أساليب التعامل الحسن والتودد الى الشريك، وإن رغب النجاح في إقامة علاقة طيبة مع زملائه احتاج الى ان يطلع على أحسن الأساليب في هذا المجال وهكذا. أما الخطوة الأولى والأخيرة والأهم في هذا كله، فهي أن ينكب الانسان على شخصيته فيدرسها ليكتشف عيوبها وجوانب الضعف فيها فيعمل على إعادة بنائها، ودس الخصائص المعينة على النجاح في طياتها. فاكس 4555382 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة