هذا النوع من الحيوانات لا يمتلك رئتين، ولكنه بدلا من ذلك يعج جسمه بالتجاعيد. إنه حيوان نادر وغريب، لم يشاهد العلماء منه سوى أعداد قليلة، ولذلك لا يزال يشكل لغزا بالنسبة لعلماء البيولوجيا. ولا تزال طريقة تنفس هذه الحيوانات البرمائية مدار بحث ونقاش طويلين. هي زواحف تسبح في مياه الأنهار في منطقة أمازونيا. أو تقبع بين الحجارة في القعر، أو تطارد فرائسها. لا أحد يعرف الأجوبة بعد. فكل ما هو معروف حتى اليوم عن هذا الحيوان المسمى علميا «أتريتوخوانا أيسيلتي» يستند إلى مراقبة ستة نماذج نفق اثنان منها. أما الاهتمام الكبير بهذا «الثعبان» فلا يعود إلى كونه من الزواحف العمياء، بل إلى شكله الخارجي. فصحيفة «صان» البريطانية أطلقت عليه اسم «مانا كوندا الثعبان الذي يشبه الحية». غير أن الأمر هنا لا يتعلق لا بالثعابين ولا بالحيات، حتى ولو كان شكل الجسم يوحي بذلك من الوهلة الأولى. فهذه «الثعابين» العمياء هي برمائية ولكنها بالرغم من اسمها تمتلك عينين، وهي ليست بالضرورة عمياء بشكل كلي. أما الأحجية الكبرى التي ما زالت تحير الباحثين فهي طريقة تنفس هذه الحيوانات كونها تفتقر لوجود الرئتين. والاعتقاد السائد حتى الآن هو أن التجاعيد الكثيرة في الجسد هي التي تسمح بتسرب الأوكسجين الضروري لها، أي أنها تتنفس عبر الجلد حيث تساعد هذه التجاعيد على تكبير مساحته، وبالتالي على دخول الكميات الكافية من الأوكسجين.