المتابع لحركة الأدب العربي طوال العقد الماضي لا يسعه إنكار القفزة الهائلة التي قفزتها الرواية السعودية لترتقي مكانة استحقتها عن جدارة، ليس لأنها أصبحت أفضل، أو لأن مضامينها غدت أكثر تحررا؛ فمستوى الرواية السعودية كان متميزا منذ عقود على جميع الأصعدة، لكنها لم تحظ بإعلام ينصف جدارتها وتميزها إلا خلال العقد الأول من الألفية الثالثة. ومع هذا ما زال الروائيون السعوديون من غير المشاهير يشقون طريقهم في هذا المجال بصعوبة؛ لإيجاد مكان ملائم لأسمائهم رغم موهبتهم وبراعة أقلامهم. وإذا شئنا التحدث بقليل من الصراحة؛ فإنه كثيرا ما يواجه الروائي السعودي غير المحفوف بهالة الشهرة الإعلامية إهمالا واضحا صريحا من الإعلام العربي (وغير العربي بطبيعة الحال!)، ويحرم من خوض عدد غير قليل من المسابقات الروائية العربية التي تصر على شرط أن يكون الروائي من بلد المسابقة. ومن وجهة نظري الخاصة، لا أرى في هذا الشرط الذي تعلنه تلك المسابقات العربية أدنى قدر مما يظنه البعض صورة من صور «العنصرية»، إذ لكل مسابقة هدف محدد، والهدف هنا هو تضييق نطاق المنافسة كي يحظى مبدعو تلك البلدان بفرصة أكبر للتركيز على مواهبهم وإبداعاتهم، وكم نتمنى لو كانت لدينا في المملكة مسابقة كبرى من هذا النوع، تستقطب الأقلام الروائية السعودية وحدها فقط، دون تضييق مبالغ في شروطه المتعلقة بتحديد مواضيعها ومضامينها. مثلما لكل بلد خصوصيته الإنسانية والمجتمعية؛ فإن لكل بلد خصوصيته الفكرية والأدبية، والمصاعب الكثيرة التي يعانيها الروائي السعودي ثقافيا وبيئيا ومجتمعيا، بل وماديا أحيانا، تستحق مثل هذه المسابقة المحلية الكبرى لاكتشافه محليا أولا، ثم عربيا وعالميا فيما بعد. للتواصل عبر تويتر Twitter @zainabahrani [email protected]