استهل بشار الأسد كلمته الإنشائية التي روجت لها وسائل الإعلام المقربة من النظام على أنها خطاب الحل، بهجوم لاذع على المعارضة السورية، إذ كان ذلك مؤشرا واضحا على عدم جدية الأسد في الحوار لحل الأزمة والخروج الآمن للبلاد، بعد مضي ما يقارب العامين على الانتفاضة واستمراره في التعنت وقتل شعبه. لم يقدم الأسد أي جديد في الأزمة، سوى المزيد من التصنيف وتهم التعامل مع الخارج، مكررا ذات الأسطوانة والخطاب الاستعراضي الفارغ من المضمون منذ بداية الثورة، في الوقت الذي كان العالم كله والسوريون على وجه الخصوص يتوقعون بصيص أمل من الخطاب المنتظر. خطاب الأسد أمس، يؤكد أنه ماض في غيه وحربه ضد الشعب السوري، ويطرح ويفصل المبادرات على مقاس نظامه وبالطريقة التي تضمن وجود في السلطة، على هرم الجماجم السورية. وهو في ذات الوقت رسالة إلى المجتمع الدولي وكل الجهود الدبلوماسية أنه لا أمل في حل سياسي مع هذا النظام. الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته حيال المجازر في سورية وضرورة العمل من أجل مخرج يحول دون المزيد من الاضطراب في المنطقة. لقد أثبت الأسد وبعد مرور عامين تقريبا أنه لم يتعلم الدرس، ولن يصغي إلى صوت الشعب وصوت العقل والحكمة وتجنيب سورية المزيد من الكوارث، وبعد هذا الخطاب يمكن القول: لا أمل ولا سبيل في إصلاح الأسد أو الحوار معه، والحل في تنحيه فورا لإنقاذ الشعب السوري والمنطقة من شروره ومؤامراته ضد سورية والأمة العربية.