قام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أمس بجولة تفقدية على مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، للوقوف على ما تم إنجازه من الأعمال المتبقية من المشروع. وقال الشيخ السديس إنه انطلاقاً من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالحرمين الشريفين وإعمارهما وعنايته الخاصة بالتوسعات الجديدة لا سيما مشروعه التاريخي الكبير في توسعة المطاف ورفع الطاقة الاستيعابية له، وبتوجيه كريم منه -أيده الله- بدأ العمل في هذا المشروع الذي يشكل تحدياً كبيراً سخرت له أكبر الإمكانات والخبرات الهندسية والتقنية والمادية، مبيناً أنه بعد الانتهاء مما يقارب 70% من أعمال إزالة التوسعة السعودية الأولى الواقعة في الناحية الشرقية والشمالية الشرقية، فإنه سيتعين استيفاء المتبقي من أعمال الإزالة في غضون الأسبوعين القادمين، إن شاء الله، ومن ثم مباشرة أعمال القواعد والأساسات التي خضعت لدراسات مستفيضة لضمان عدم التأثير على كمية ونوعية المياه المتدفقة إلى بئر زمزم المباركة ولتفادي أي أخطاء تؤدي إلى ارتكاب تغييرات بيئية في حوض وادي إبراهيم فضلاً عن المنطقة المحيطة والقريبة من بئر زمزم المباركة. وأوضح أنه كان لتجارب ضخ مياه زمزم التي أجريت قبل وبعد تنفيذ مشروع توسعة المسعى التي تمت بمتابعة ورصد من هيئة المساحة الجيولوجية بالتنسيق مع الرئاسة، أثر بالغ في الوصول إلى الاطمئنان بعدم وجود أي تأثيرات بيئية من حيث نوعية المياه أو معدل التدفق بمقطع الوادي المتقاطع مع مشروع المسعى، كما أن إعادة التأهيل البيئي في المنطقة المحيطة ببئر زمزم قد تم الشروع فيها والانتهاء من مراحلها الأساسية في مطلع عام (1433ه) وسيتم استيفاؤها في ثنايا المشروع بعد الشروع في حفر الأساسات لتعزيز القدرة الإنتاجية والتعويضية لبئر زمزم التي ستنعكس إيجابا على الطاقة الإنتاجية وعدد ساعات الضخ المتواصل التي تحصل في أوقات الذروة، مؤكدا أن هذه التدابير الدقيقة تتزامن مع الطلب المتزايد على استهلاك مياه زمزم المباركة ومع اكتمال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والساحات المحيطة به. وحث السديس مقاول مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف على مضاعفة الجهد للوفاء بالجدول الزمني الذي يستوجب الاستفادة الجزئية من مرحلته الأولى خلال موسمي رمضان والحج لهذا العام (1434ه). كما حث قاصدي المسجد الحرام وخاصة المعتمرين والزائرين على أن يتعاونوا مع المسؤولين عن المشروع وألا يعرضوا أنفسهم للمزاحمة والتعرض لما يؤذيهم ويعرقل مسيرة المشروع حرصا على أمنهم وسلامتهم. يذكر أن جملة من التدابير الفنية تم أخذها في الحسبان لضمان تعزيز مستوى نفاذية الطبقات الأرضية المتقاطعة مع أساسات مشروع المطاف، واستثمار أعمال هذا المشروع المبارك لتعزيز منظومة مياه زمزم الطبيعية بعد دراسات مستفيضة للجوانب البيئية والهيدروليكية للخزان الجوفي المغذي لبئر زمزم، وعلى ضوء هذه الدراسات تم إزالة عدد من الأساسات القائمة التي تقع تحت المنسوب المسموح به، التي جرى إنشاؤها قبل عقود مضت ضمن الهيكل الإنشائي لقبو زمزم، وجرى تصميم كافة قواعد مشروع المطاف وقبو زمزم بمعايير تراعي مبادئ الاستدامة من خلال جملة من المواصفات المتعلقة بمنسوب التأسيس، واستبدال الجزء الواقع تحت الأساسات بردمية من مواد حصوية متدرجة وفق مواصفات وطرق تنفيذ تخضع لمعايير مشددة لضمان المحافظة على استدامة هذه المياه المباركة وحمايتها من أي عناصر دخيلة. وسيتسع مشروع خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية للطواف عند اكتماله ل«150» ألف طائف في الساعة وستنتهي المرحلة الأولى القائمة الآن قبل حلول شهر رمضان المبارك لهذا العام، كما ستنتهي المرحلة الأخيرة عام 1436ه.