انتقل إلى الرفيق الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- وهو خبر هزنا جميعا داخل المملكة وخارجها، جعل الله الفردوس الأعلى مسكنه. أكتب هنا من العاصمة طوكيو باليابان ولي مع المرحوم الكثير من الذكريات الجميلة العائلية والرسمية التي تدل على حرص سموه على الرفع من مستوى الإعلام المحلي ولعلي أذكر عند زيارة نادي الاتحاد لليابان قبل سنتين لبطولة الأندية الآسيوية واتصاله الشخصي بتسهيل مهمة الوفد الإعلامي ودفع مصاريف هذا الفريق ولقد سمعت وقتها أنه يقوم بدفع المصاريف الإضافية أيضا من جيبه الخاص. وبغض النظر عن ذلك فإن لسموه -رحمه الله- أيادي بيضاء على كثير من العوائل السعودية والتي قد لايعرفها البعض ولكن جاء الوقت لكي يعرف الناس أن سموه الكريم كان يقوم بإطعام بعض الفقراء ويساهم في دفع مصاريف معلمي القرآن الكريم في مكةالمكرمة بشكل مستمر ويحرص شخصيا على أن تكون هذه التبرعات خالصة لوجه الله تعالى. إن لسموه -رحمه الله- مثله مثل أي مواطن سعودي يشعر أن لديه مسؤولية تتعدى واجباته الرسمية أو المهنية وحتى لقب أمير الذي كان يتحاشى أن يستخدمه في جلساته الخاصة وبين أصدقائه. موقف آخر في رحاب مكةالمكرمة حيث كنت أؤدي مناسك العمرة مع عائلتي لكي أفاجأ بأنه يسير بين الصفا والمروة بشكل هادئ وحيدا بعيدا عن الرسميات وبدون أي حرس رحمه الله تعالى. إن الأمير تركي بن سلطان نسل الأسرة المباركة -رحمه الله رحمة واسعة- ترك أثرا وفراغا كبيرا لدى عائلتي وإخواني وأخواتي التي كانت على علاقة قوية به من خلال بساطته ورغبته في دعم أي أعمال خيرية بدون أي ضجيج -رحمه الله-، ولعل من نافلة القول إن تربية سموه لابنه عبدالعزيز وابنته عنده التربية الصحيحة البعيدة عن المبالغات فهي دليل آخر على التربية الحسنة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. إنني ومن طوكيو العاصمة اليابانية باسمي وباسم كافة أفراد عائلتي بالمملكة جميعا نرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى بأن يرحمه رحمة واسعة وأن يرزق أهله الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل، ولكن هذا قضاء الله وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون. *سفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان.