يرى قائد المنتخب السعودي السابق عبدالرحمن الرومي أن الجدوى من إقامة دورات الخليج أصبحت معدومة وأنه آن الأوان للبحث عن بديل مناسب يمكن أن يحقق الفائدة لمنتخبات المنطقة، معتبرا الصورة الحالية التي تقام بها ليست إلا من قبيل المجاملة ولا تحقق مردودا فنيا كما في السابق، نتيجة تغير الرؤى والأهداف للرياضيين الخليجيين وطموحهم في تطوير المنتخبات بما يتواكب والنهضة الكروية في العالم. وطالب في حواره عبر «عكاظ» مسؤولي اتحادات كرة القدم في الخليج بحصرها على المنتخبات الاولمبية مع ادخال تعديلات ضرورية وملحة نبحث من خلالها عن فوائد أخرى، متهما بعض مسؤولي المنتخبات المشاركة بأنهم وراء المشاحنات التي تصاحب كثيرا من البطولات، ومتطرقا لجملة من المواضيع تطالعونها في السطور التالية: شاركت في دورات الخليج أكثر من مرة، ماذا تستحضر ذاكرتك لنا منها؟ ترتبط ذاكرة الخليجيين عموما بهذا الحدث المميز في فترة سابقة، وشاركت في دورتي الخليج الثامنة والحادية عشرة وكنت ضمن الطاقم الذي كان يتأهب للمشاركة في الدورة العاشرة في الكويت قبل أن ينسحب المنتخب السعودي من المشاركة حيث كنا نعسكر في المنطقة الشرقية، وأتذكر جيدا قيمة هذه الدورات في فترة كانت الرياضة في المنطقة تشهد بداية تأسيس جديدة، ودورة الخليج الحادية عشرة كانت بالنسبة لي الافضل رغم أنني تعرضت في نفس الوقت لإصابة بليغة عبارة عن خلع في الكتف ادخلت على إثرها المستشفى واجريت عملية جراحية، وقام كبار مسوؤلي المنتخبات بزيارتي ولكن لم اندم على مشاركتي في أية دورة لأنها كانت بالنسبة لي تمثل شرفا لارتدائي شعار الوطن ولكن الندم يأتي على عدم تحقيقي لها في ذلك الوقت رغم الحضور الجماهيري والدعم الذي كان يحيطنا بنا. ولماذا استعصت على جيلك والاجيال التي سبقته؟ دورات الخليج تخضع لعوامل نفسية اكثر منها فنية حيث كنا نحسن الاستعداد منذ وقت مبكر ولم نوفق في تحقيقها، وقبلنا ايضا جيل النعيمة وماجد عبدالله والهريفي وآخرين ولم يحققوا البطولة لنفس السبب ولكن جاء من يحل العقدة لاحقا. ألا ترى أن الاهتمام بها لم يعد كالسابق؟ هذا صحيح بدليل أنه في دورة الخليج السابقة في اليمن شاركت عدة منتخبات بالصف الثاني من قبيل المجاملة لا أكثر، وسمعنا أيضا في ما بعد أن كثيرا من الدول بصدد عمل ذلك، وهذا يعكس الواقع الحالي إذ لم يعد الاهتمام بدورات الخليج كما كان في السابق في شتى المجالات لأنها حققت الاهداف ولم تعد ذات قيمة فنية. إلغاء أو تعديل هل أنت مع من يطالب بإلغاء هذه البطولة؟ نعم، انا مع هذا التوجه لأن دورات الخليج ادت الغرض الذي انشئت من اجله وهو تعزيز اللحمة الخليجية وتطوير مستوى اللاعبين في المنطقة في ظل عدم وجود دورات ومشاركات اقليمية وعربية في ذلك الوقت.. الآن اصبح جدول اللاعب مزحوما بالمشاركات الاقليمية على مستوى المنتخبات والاندية. ما البديل المناسب لها؟ إن لم يكن الالغاء فلا بد من إدخال تعديلات عليها، من خلال حصرها على المنتخبات الاولمبية من اجل البحث عن عامل الحماس بشكل جديد ومختلف من اجل منح الوجوه الشابة فرصة الظهور اعلاميا وإدخال هذه العناصر مستقبلا عامل الاحتراف فلدينا في الخليج عناصر شابة تبحث عن فرص اللعب لا بد ان تكون اداة من ادوات تطوير للاعبين. ما أبرز المكاسب التي خرجت منها حين كنت لاعبا من مثل هذه البطولات؟ الثقة والفرصة لإثبات الذات، وفتحت لي نافذة جديدة على الرياضة العربية فكانت تمثل بالنسبة لي نقطة انطلاق كروية مختلفة وكسبت صداقات ما زالت حتى اللحظة مع أبناء المنطقة. ضبط التصريحات هل تؤيد فكرة الاستعانة بحكام أجانب في دورة الخليج القادمة في البحرين وإعفاء الحكم الخليجي؟ بكل تأكيد انا مع من يطالبون بتكليف حكام اجانب، لأن الحكم الخليجي يعيش تحت ضغط نفسي كبير وحساسية المباريات لأن معظمها تمثل لدى المتابع الخليجي ديربيات. هناك من يتهم الاعلام الخليجي الرياضي بأنه سبب رئيسي في رفع المشاحنات بين المنتخبات قبل انطلاقة أية دورة؟ هذا الاتهام ليس صحيحا لأن الاعلام يبحث عن مادة دسمة بحثا عن التشويق واستقطاب القراء، ولكن السبب الرئيسي في ذلك هم مسؤولو المنتخبات بتصريحاتهم المثيرة فهناك من يتوعد بهزيمة منتخب ما وإبعاده عن المنافسة وآخر يؤكد أنه سيحقق اللقب، فالإعلام يبحث عن مادة ولكن مع الاسف بعض المسؤولين هم من يؤجج الاجواء قبل انطلاقة البطولة. وما الحل برأيك لمثل هذه السلبيات؟ تعيين متحدث رسمي لكل منتخب لضبط حالة الانفلات في التصاريح. من ترشح للظفر بلقب خليجي 21؟ المنتخب السعودي دائما مرشح ثابت للقب على مر الدورات السابقة، بالاضافة الى الكويت والعراق أيا كانت مستوياتهما الفنية.