يتفق الكثيرون في الوسط الرياضي الخليجي على المكانة التاريخية لبطولة دورة الخليج للمنتخبات، التي انطلقت في حقبة السبعينيات الميلادية، وأبرزت نجوما يشار إليهم بالبنان، وساهمت في وصول أكثر من منتخب خليجي إلى مونديال كاس العالم للمرة الأولى، وكانت بحق من أكثر الدورات التي يشتاق إليها الجمهور الخليجي، ولكن بعيدا عن الجدل الحاصل حول تنظيم الدورة المقبلة في اليمن، واحتمالات الإلغاء أو التأجيل، فإن الملاحظ على البطولة في دوراتها الأخيرة، أنها بدأت تأخذ منحى آخر، خصوصا بعد تقسيم المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين، بما يتنافى مع احد أهم أهداف الدورة، بالتقاء المنتخبات مع بعضها البعض، وغياب عنصر الإثارة والحماس، بخروج أربعة منتخبات من الدور الأول، كما أمسى الاحتقان يطغى كثيرا على أجواء دورات الخليج، وتحولت المشاركة فيها إلى تأدية واجب لاغير، خصوصا مع تواجد استحقاقات أهم، كبطولة آسيا وتصفيات كأس العالم، لذا أضحت دورة الخليج وهي الإرث التاريخي الكروي لأبناء الخليج، عبأ ثقيلا في الحاضر، فبين خيار المشاركة في البطولة على سبيل المجاملة، وبين إرهاق لاعبي المنتخبات قبل الاستحقاقات الأهم، وفي خضم الدوريات المحلية، وهنا تبرز بجلاء سلبيات دورات الخليج، على التجهيزات الفنية للمنتخبات، وقد يرى الكثيرون أن إلغاء الدورة قرار صعب وقوي، لايمكن اتخاذه بحق الدورة التاريخية، بينما نجد من يشير إلى الاكتفاء بالبطولة الاولمبية الخليجية المستحدثة أخيرا، كما يبرز حل آخر بتنظيم الدورة كل أربعة أعوام بدل عامين، بمشاركة اللاعبين الاولمبيين فقط ودعمهم بثلاثة لاعبين من المنتخب الأول، مما يساعد على الاستفادة الفنية القصوى لكافة المنتخبات، وتجهيز لاعبيها للمنتخبات الأولى، بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة، فكثيرا ما تردد أن العوامل النفسية تظهر في دورات الخليج، أكثر من الجاهزية الفنية، وهو ما يتجلى في أجواء الدورة منذ بدايتها وحتى بعد نهايتها، رغم أن الفوز بلقبها لم يصبح في الحاضر الخيار الأول لأكثر من منتخب مشارك لتأدية الواجب.