يرجح الرياضيون القدامى أن تشهد دورة الخليج المقرر إقامتها في البحرين تحولا مختلفا في المستوى الفني بعد أن عادت طموحا غالبية المنتخبات التي فشلت في الاستحقاقات القارية الأخيرة، إذ توقعوا أن يرتقي مستوى المنافسة في ظل العمل الدؤوب للأجهزة الفنية لتصحيح السلبيات والأخطاء التي تسببت في تراجع الرياضة الخليجية كثيرا في الأعوام الأخيرة، وأعاقت من وجودها في الأدوار النهائية للبطولة القارية أو التأهل إلى كأس العالم المقبلة، مجمعين على أنها وعلى كل حال تبقى منافسة قوية ذات مردود إيجابي جماهيريا وفنيا للمنتخبات التي تحقق لقبا، ويعتبرها معظم أبناء الخليج حدثا مهما بما يواكبه من حضور إعلامي كبير وتواجد جماهيري أيا كانت المستويات والنتائج. وأبدى عدد من الذين سبق لهم المشاركة في بطولات الخليج تفاؤلا بما سيكون عليه الأخضر السعودي وأنه قد يجد نفسه مجددا بعد غياب. حدث مهم يقول عميد المدربين الخليجيين خليل الزياني: إن هذه البطولات بالنسبة لنا في المنطقة هي كرنفال نبتهج به دائما، وهي منافسة تترقبها الجماهير الخليجية دائما وتعني لها الشيء الكثير لما تتميز به من تجمع وتآلف بين أبناء الخليج من جماهير ومنتخبات وإعلام على الرغم من أن البطولة لم يعتمدها الاتحاد الدولي الفيفا، ولكنها تغلب في إثارتها بطولات أخرى بما لدى الفرق المشاركة من نشوة وقوة وجاهزية بفضل التنافس القوي بين المنتخبات، وهي لا تخضع لمعايير الضعف والقوة، بل تستدعي حضورا مختلفا لأي منتخب مهما كانت نقاط ضعفه وتجده يظهر أمام منافسيه بشكل مختلف عن ما كان عليه من تقهقر في المستويات وتعاقب في الإخفاقات، وهو ما يجعل الكل في حالة استنفار تام من البداية وحتى النهاية، وأضاف كل البطولات السابقة حملت من الإثارة والندية والحماس الكثير على مستوى اللاعبين والجماهير، وكل منتخب يبحث عن ظهور جديد في هذه البطولة كما يسعى إلى غسل الهموم والإخفاقات التي مرت عليه في مناسبات سابقة، وبينها منتخبنا الذي سوف يكون حضوره بشكل أفضل كما نتوقع، ومن المؤكد أنه سيكون منافسا قادرا على ذلك بعد أن بدأ مستواه يتحسن، وظهر في اللقاءات التجريبية الأخيرة بشكل مطمئن وخاصة أمام الأرجنتين وهو الأمر الذي يجعلنا متفائلين للغاية، والبطولة الخليجية استعصت على المنتخب السعودي قبل أن يحققها في نسختها الثانية عشرة وكان ينافس بقوة إلا أنه لم تكتب له إلا بعد سنوات والآن جميع المنتخبات متمرسة في هذه البطولة وستدخل الأجهزة الفنية وكل فريق بحسابات مرتبة جدا. فرصة للتعويض ويقول اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي صالح خليفة: البطولة الخليجية الحالية فرصة لكل المنتخبات لتعديل مستوياتها وأوضاعها وإخفاقاتها السابقة وهي بمثابة التقاط الأنفاس ومصالحة للجماهير لا سيما لمن عانى الإخفاق والتعثر، وهي اليوم تعني الشيء الكثير للجماهير بسبب التنافس الممتد إلى ثلاثين عاما وحتى اليوم، وبرأيي إن منتخبنا قادر على تحقيق هذه البطولة وهي تخضع لعوامل عدة بينها ما يطغى على الجوانب التكتيكية والفنية مثل الحضور الجماهيري والتنافس التقليدي وهي عوامل تبث الروح لدى اللاعبين فتجد أي منتخب في شكل مغاير عن مشاركاته في البطولات الأخرى، والبطولة عموما تحظى بمتابعة على المستوى العربي وتتسابق وسائل الإعلام من جميع البلدان على الظفر بتغطية وحضور عكس البطولات الأولى التي كانت التغطية الإعلامية تقتصر على النقل التلفزيوني الخليجي وهنا ترى المتابعه الآن مختلفة على مستويات أوسع وأكبر وهو أمر يولد أيضا حماسا لدى اللاعبين بتقديم أفضل المستويات. اللاعب الدولي السابق عمر باخشوين يقول: تعودنا على أن تكون المنتخبات الخليجية في حالة استنفار في بطولاتها الخليجية السابقة وسوف تكون اكثر استنفارا في هذه البطولة خاصة وأن الجماهير تنتظرها بشغف هذه المرة، لتستعيد ذكرياتها في مشاركات كانت منتخباتها فيها قوية ومثيرة، وأرجح أن هذه البطولة ستعيد ذلك التنافس فالمتابعة لم تعد تقتصر على المستوى الخليجي بل تحظى بمتابعات على مستويات عربية وقارية، وأعتقد أن منتخبنا لن يكون ضيف شرف فقط بل سيكون من أقوى المنتخبات في هذه البطوة وقادر على تحقيقها على الرغم من التذبذب السابق في المستوى، لكنه بدأ يتحسن في مستوياته من خلال الاستعدادات والمباريات التجريبية الأخيرة ورأينا أن هناك تغيرا كبيرا في المستوى العام للمنتخب من خلال مباراة الأرجنتين الأخيرة. توازن الأهداف وتوقع اللاعب الدولي السابق ناصر المنصور أن تكون البطولة المقبلة أكثر توازنا في الأهداف للمنتخبات بين البناء والإنجاز، لما تضمه من عناصر محترفة وأجهزه فنية ذات قدرات عالية ولكن يبقى الحماس الذي كان عليه الجيل القديم هو الأكثر بصمة لدى الجماهير التي عاصرت البطولات الماضية، وبكل تأكيد منتخبنا قادر وبقوة على تحقيقها والتنافس سوف يكون على أشده بين جميع المنتخبات، وكل فريق لديه ثأر يسعى إلى أن يستعيده من الآخر وهو ما يجعل الجماهير في حالة ترقب وشغف لمشاهدة هذه البطولة إلى جانب المتابعات على مستويات كبيرة. أما اللاعب الدولي زكي الصالح فقال: كل جيل في دورات الخليج له لمساته وقدراته وإنجازاته، وتشوق الجماهير لها مستمر، وهذا برهان على أن البطولات الخليجية باتت جزءا لا يتجزأ من اهتمامات الجماهير، وقد نجد الحضور فيها أكثر من بطولات أخرى نظير التجمع والتنافس المعروف بين المنتخبات الخليجية ومنتخبنا في هذه البطولة قادر على تحقيقها والرغبة دائما وسيكون الحضور أكبر هذا العام، وقد يتجاوز الأخضر المستوى الذي ظهر به أمام الأرجنتين ولن يكون ذلك إلا بالعمل على رفع المستوى لدى اللاعبين في البطولات الخليجية ولا تقتصر المتابعة الجماهيرية والإعلامية على الخليجيين بل نجدها أكبر وأوسع وهو ما سيزيد من حدة التنافس ويرفع المستوى لدى اللاعبين.