أخذت «عكاظ» اسمها من ذلك الملتقى الأدبي والتجاري، إن جاز للكاتب التعبير وهو يصف سوق عكاظ الشهير في الطائف الذي يعتبر أحد أهم التجمعات العربية على مدى التاريخ، في الوقت الذي أصبحت فيه دورة الخليج ملتقى رياضيا يتواصل به وفيه أبناء العمومة من أبناء المنطقة، فما أشبه اليوم بأمس ودورة خليج بعكاظ. طويلة هي الساعات التي تفصلنا عن كأس الخليج سواء اتفقنا عليها أم لم نتفق، أقول ذلك وأنا أعلم كما تعلمون أن الأصوات تعالت بين تهميش لقيمتها واعتراف بفضلها، وبين لم يعد يرى فيها الجدوى ومن مازال لذكرياتها يهوى، وبين هؤلاء وأولئك أحداث ساعة لديها ما تقول ورياضة باتت سياسة يا أصحاب الفطنة والعقول. من أراد أن يحب دورة الخليج يجب عليه أن يستمع للشيخ عيسي أحد أهم وأجمل الشخصيات الخليجية على الإطلاق وهو يتحدث عنها، ومن أراد أن ينتقد استمرارها تحت أي بند وحجة فما عليه إلا تجاوز (شيخها) ليجد نفسه وقد حرم من موروث صنعته الحاجة فأصبح عيدا لراغب في فرح وصلة رحم وجمعة أبناء وعذب كلم. يقول رواتها من أرض المنصة أن معارك طرفتها ومزح أحبابها لا يعكسان واقعها الضروس داخل ملاعبها وهو الدليل على أنها في نظر ولاة الأمر ومن يحفظ السر التواصل وكسر حدود الخرائط والفواصل فيا أبناء الخليج لاعبين وإعلاما وجماهير لا تحملوها ما لا تحتمل ولتعتبروها دورية استراحات تلم شمل العائلة وتقيهم الشتات. المنافسة أمر مشروع وهي في كأس الخليج تصل دائما وأبدا إلى ذروتها ولا غرابة في ذلك إذا ما علمنا أنها البطولة الوحيدة والمتاحة أمام منتخباتها لكتابة شيء ضئيل من مجد فما سواها الصعب ولذلك تجد الجميع يسعى إلى نواميسها بكل ما أوتي من قوة وهو ما يفسر ارتفاع أصوات وصخب دهاليز وتحديات شيوخ ووعود تحفيز. يخطئ من يقتنع بقول من يقول إنها الإعداد ولا يعلم قيمتها في نظر أهلها، من يصدق قول من يقول إنها الاحتكاك ولا يعلم أسرارها، من تنطلي عليه فكرة أنها التجديد لمنتخب لم يأت لها هدفا؛ فكل المنتخبات تطلب حبها وودها وما يقال في الغرف لا يربطه النسب، وما يقال أمام الكاميرات وعلى لسان مسؤول لن يحاسب على تصريحات. ثم أختم بالقول وبعيدا عن أوهام ضغوط ووصايا أشبه ب (الكابسولات) إن البطولة مطلب لنا كما هو حال كل أشقائنا بل إنه من السذاجة القول إنها ليست الطموح؛ فالبطولة هي البطولة لكل منتخبات العالم والحصول على الأقل درجة في سلم الارتقاء للأكثر وعلى لاعبينا أن يعلموا جيدا أن الجماهير لم تعد ترغب في طين بعد أرجنتين.