ينتظر الإعلاميون في بلادنا أن تقوم هيئة الصحفيين السعوديين بأدوار فاعلة ومتنوعة، ولا سيما أن العديد من الصحافيين يواجهون اليوم بعض المصاعب التي تعترض طريقهم في تأدية مهامهم ورسالتهم، ولعل حادثة الزميل عبدالمحسن الفاران من صحيفة الوطن الذي تعرض للاعتداء والضرب من المرافق للشيخ عائض القرني، وليست مسألة الاعتداء أو حجم الضرر أو الإصابات الجسدية أو النفسية التي تعرض لها الزميل الصحافي أمام مرأى من الحاضرين هي محور القضية، بل إن النيل من مهنة ورسالة الصحافي وطريقة التعامل معها بهذه الطريقة الغوغائية هو المحور الذي يجب التوقف أمامه طويلا، وليست هي القضية الأولى، بل شهدت الساحة الإعلامية العديد من القضايا المشابهة في أكثر من منطقة، ونجد أن الصحافي والإعلامي بوجه عام يواجه بعض الإشكاليات أحيانا، والتي تصدر إما من الأفراد، وإما من المؤسسات، أو من بعض الجهات الحكومية، فبعد حادثة الاعتداء على ذلك الصحافي واجه أيضا زملاء إعلاميون في تبوك من إدارة مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يوم أمس الأول، موقفا مخيبا للآمال، حينما منعت إدارة المطار أكثر من 12 صحافيا أتوا للالتقاء بمعالي بوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي وتغطية زيارته للمنطقة، حيث تسبب هذا المنع في بقائهم لمدة تزيد على الساعتين تحت أشعة الشمس، وحدوث جدل واختلاف واحتقان بين إدارة المطار والزملاء الإعلاميين رغم تدخلات جيدة بذلها مدير العلاقات العامة في إمارة منطقة تبوك علي بن مصلح القحطاني الذي نجح في إقناع إدارة المطار بضرورة الاهتمام بالإعلاميين، لكن أولئك الإعلاميين قرروا رفع الأمر إلى هيئة الصحفيين السعوديين للوقوف إلى جانبهم؛ لضرورة تدارك حدوث مثل تلك المواقف مستقبلا، وتم نشر تلك الحادثة في الصحف المحلية. إن العديد من الأسماء المهمة في المشهد الإعلامي كانوا وما زالوا يتطلعون إلى دور حيوي فاعل لهيئة الصحفيين، كونها هي الجهة التي يجب أن تقف وتحقق للعاملين في الصحافة حقوقهم، فنحن نريد أن نسمع عن صدور بيان عن الهيئة الآن يدين الاعتداء على صحافي أو يدافع عن قضية صحافي تعرض لموقف يقتضي الوقوف بجانبه، نتمنى أن نسمع أو نقرأ بلهفة كبيرة حدوث مثل ذلك. ورقة أخيرة: رسموا ظلالهم فوق جدار القلب ومضوا.