اهتمت المملكة بإنشاء الكراسي العلمية والدينية في الداخل والخارج، وذلك لخدمة المجتمعات في المجالات المختلفة، ويندرج في تلك الاهتمامات الملتقى الأول للكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج الذي ينظمه كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية في الثالث والعشرين من شهر صفر الجاري، ويشارك به عدد من الكراسي والمراكز العلمية التي تمولها المملكة في كل من: مصر، لبنان، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، إيطاليا، وروسيا. وقال المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية الدكتور سعيد الأفندي: «يأتي هذا التنظيم في ظل دعم المملكة للجهود البحثية والعلمية بما يعود بالنفع على العالم أجمع». وأضاف «يهدف هذا الملتقى إلى خدمة القضايا الهامة في العالم الإسلامي كالتنمية والثقافة والتطوير». ولفت إلى أن المملكة من خلال هذه الكراسي تنشر فكرها المعتدل، وتوضح الصورة الحقيقية للإسلام، وتعرف بما وصلت إليه من حركة علمية وبحثية، بالشراكة مع جامعات وبيوت خبرة وعلماء الدول التي تنشأ فيها الكراسي. وأشاد بمبادرة كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية. من جانبه، لفت المشرف على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي الدكتور سعيد المالكي إلى أهمية الملتقى في دعم موضوعات الكراسي، وقال: «تضافر جهود الكراسي في الخارج يسهم في التنظيم والخروج بكل ما هو نافع». وأوضح أن الملتقى فرصة لتبادل الخبرات ودعم الثقافة والبحث العلمي وكل ما من شأنه إتقان وتنظيم العمل، مبينا أن اعتذاره عن المشاركة جاءت نتيجة ظروف سفره الطارئة. في السياق ذاته، أوضح المشرف على كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة الدكتور نوح الشهري أن الملتقى تجربة فريدة من نوعها في مجال الكراسي العلمية، عازيا ذلك لإسهامه في تبادل خبرات العاملين عليها، ومد جسور التواصل للاستفادة من بعض التجارب، مبينا أن هذه اللقاءات التنسيقية تعد بمثابة أولوية للعاملين فيها للوقوف أمام العوائق، والتي تعد بمثابة قواسم مشتركة للكراسي خارج المملكة، وللخروج أيضا ببرامج وأفكار تسهم في إيجاد الحلول. وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أشار إلى أن الوزارة أجرت عددا من الدراسات المسحية لصياغة رؤية علمية بشأن التعاون بين هذه الكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج وبين الجامعات السعودية، بما يعزز تقوية جوانب التواصل العلمي المختلفة، وبما يخدم المتخصصين والطلبة السعوديين.