أكد ل«عكاظ» المسؤولون في وزارة الصحة أن الموازنة الجديدة تحمل الكثير من الخير والبشرى لأهالي مناطق المملكة، لافتين إلى أن حصول القطاع الصحي على النصيب الوافر انعكاس على ما يوليه ولاة الأمر من اهتمام كبير لصحة المواطنين. وأشاروا الى ان الوزارة ستعمل على استكمال تنفيذ العديد من المشاريع الصحية بمختلف مناطق ومحافظات المملكة خلال هذا العام، إضافة إلى مشاريع لإحلال وتطوير البنية التحتية لعدد من المستشفيات. وأوضح ل«عكاظ» وكيل وزارة الصحة للشؤون الهندسية المهندس احمد البيز، أن الصحة حظيت بموازنة الخير، وهو ما ينعكس ايجابا على عدالة توزيع الخدمات الصحية في المدن والقرى والهجر وفقا للتعداد السكاني لكل منطقة. وأضاف» الصحة استكملت إعداد الخطة الاستراتيجية للوزارة الى عام 1440ه بعد الوقوف على واقع النظام الصحي، وذلك بهدف تطوير النظام والوصول بمستوى جودة الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة إلى مستويات الجودة التي توجد بالدول المتقدمة. ولفت الى ان هناك اكثر من 121 مستشفى جار تنفيذها من الوزارة ليصبح اجمالي عدد الأسرة 27000 سرير تحت التنفيذ، بجانب 29 مستشفى جاهزة يتوقع تشغيلها هذا العام، حيث تضمنت الخطة العدالة في توزيع الخدمات الصحية وفقا لعدد السكان في المملكة وفي كل منطقة، كما ان هناك 3 مدن طبية بدأ تنفيذها وهي مدينة الملك فيصل لخدمة المناطق الجنوبية، واستكمال مدينة الملك فهد في الرياض، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز لخدمة المناطق الشمالية، بجانب مدينتي الملك عبدالله في منطقة مكةالمكرمة ومدينة الملك خالد في الشرقية اللتين سيتم طرحهما للتنفيذ بعد انتهاء التصاميم. واضاف: تراعي خطة وزارة الصحة التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي والمتمثلة في ارتفاع مستوى وعي المتلقي للخدمة الصحية وثقافته، وارتفاع سقف توقعاته وارتفاع تكاليف الخدمات الصحية بسبب التطور التكنولوجي الطبي المتسارع في مجال الأجهزة والمعدات والتقنيات الطبية المتقدمة والباهظة الثمن، وكذلك ارتفاع تكاليف الكفاءات البشرية المؤهلة تأهيلاً عالياً وصعوبة استقطابها، حيث يواجه ذلك موارد محدودة وتنام كبير في الطلب على الخدمات الصحية تدفعه عوامل كثيرة منها النمو السكاني المتزايد بمعدلات عالية. وأكد المهندس البيز ان الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة تهدف إلى اعتماد منهج الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة مع الاهتمام بالجانب العملي، كما تهدف إلى إرساء ثقافة العمل المؤسسي ورفع مستوى الجودة وقياس ومراقبة الأداء واستقطاب الكوادر المؤهلة وتنمية الموارد البشرية مع تطوير الصحة الالكترونية ونظم المعلومات بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل للموارد وتطبيق اقتصاديات الرعاية الصحية وطرق تمويلها. اما مدير صحة جدة الدكتور سامي محمد باداوود فأكد ان الصحة نالت نصيبا وافرا من موازنة الخير انطلاقا من اهتمام ولاة الأمر بصحة المواطنين وايصال الخدمات الصحية الى كل رقعة في ارض الوطن. وأضاف: شهدت جدة خلال السنوات الثلاثة مشاريع صحية كبيرة لم تشهدها منذ 20 عاما وهو ما انعكس في مواجهة تحديات الطلب على الخدمات الصحية لتنامي العدد السكاني، بالإضافة الى ذلك فإن مخصصات الصحة شملت بجانب المشاريع رفع مستوى الجودة وتحديث البنية التحتية للمشاريع الصحية. واشار الى أن أهم المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا وقد أوشك بعضها على الانتهاء تشمل مستشفى شمال جدة وقد تم الانتهاء من مرحلة البناء فيه بنسبة 97% وهو بسعة سريرية إجمالية تبلغ 500 سرير، وسيبدأ العمل في هذا المستشفى فور تسليمه من المقاول للإدارة المشرفة عليه من قبل الوزارة، مستشفى شرق جدة بسعة سريرية تبلغ 300 سرير وقد اكتملت مرحلة الإنشاءات، البرج الطبي بمستشفى الملك فهد بجدة وهو مشروع توسعي لأقسام المستشفى واكتملت مرحلة الإنشاءات فيه، الثلاجة المركزية للموتى بسعة 400 عين وما زال المشروع قيد التنفيذ، وتطوير مستشفى العزيزية للولادة والأطفال بجدة وهو مشروع تطويري للتوسع في أعمال وخدمات المستشفى ولا يزال في بداية المراحل التنفيذية. وألمح باداوود إلى أن القسم الثاني من مشاريع صحة جدة يتضمن إنشاء مستشفى الصحة النفسية بجدة بسعة 500 سرير، ومشروع إنشاء 200 عيادة طب أسنان حديثة ومتطورة منها 100 عيادة بشمال جدة و100 عيادة أخرى لجنوبجدة، وإنشاء مركز للدرن، وإنشاء مركز العلاج الإشعاعي والطب النووي، وإنشاء وتجهيز مركز السكر بمستشفى الملك فهد بجدة، وإنشاء دار النقاهة للأمراض النفسية بجدة. من جانبه قال مدير مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور سالم باسلامة، إن موازنة الخير تتضمن كل عام مشاريع تنموية عديدة في كل المجالات، وتحظى الصحة بنصيب الخير منها، وينعكس ذلك في انشاء وتوسعة وترميم العديد من المشاريع الصحية. وأضاف: شهد المستشفى خلال العام الماضي توسعة في اقسام الطوارئ واقسام اخرى، ومن المتوقع ان يشهد مع الميزانية الجديدة الانتهاء من مركز الأمير عبدالمجيد الجديد للكلى الذي يستوعب 800 مريض بسعة 140 سريرا على 3 طوابق وبمساحة إجمالية 2300 متر مربع، ويضم 140 جهاز غسل كلوي، ويقدم خدماته العلاجية والاجتماعية والتوعوية لأكثر من 800 مريض فشل كلوي نهائي. وأكد باسلامة أن المشاريع الجديدة للصحة قادرة على مواجهة التحديات في ظل ارتفاع عدد السكان وزيادة الطلب على الخدمات الصحية مع التركيز على الجودة. أما مدير مستشفى الثغر في جدة الدكتور ناصر الجهني فقال: تحظى الصحة بنصيب الخير من الموازنة، وهو ما ينعكس على استكمال او انشاء او اضافات الكثير من المشاريع والخدمات الصحية، مؤكدا ان هذه المشاريع التي روعيت فيها عدالة التوزيع ستعمل على انهاء العديد من الإشكاليات التي كان المرضى يواجهونها، منها المواعيد المتباعدة وقلة الأسرة. واشار الى ان الموازنة الجديدة ومع المشاريع الصحية الجاري تنفيذها ستوفر العديد من الوظائف للأطباء والتمريض والشباب السعودي المؤهل في كافة التخصصات المختلفة. وأعرب عبدالرحيم الزهراني عن أمله في أن يتم الانتهاء من المشاريع الصحية وتطوير الكادر الصحي والطبي بما يتماشى مع النقلة التنموية وحجم الموازنة وإنهاء الابراج الطبية والمدن الطبية. وفي محافظة الطائف كشف مدير الشؤون الصحية الدكتور عبدالرحمن كركمان أن موازنة الخير التي انتظرها الجميع ستساهم في توفير المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات والمراكز الاخرى. وقال كركمان في حديثة ل«عكاظ» انه تم الرفع بطلب مستشفى في جنوبالطائف ليخدم سالكي طريق الجنوب وسكان سقصان وسديرة وكلاخ وقيا ويقلل من الازدحام في المستشفيات فيما تم الرفع بطلب مستشفى لمركز عشيرة. واضاف: هناك طلبات باعتماد مركز للقلب والاسنان في الطائف بالاضافة الى مراكز خارجية حسب الكثافة السكانية للمحافظة مما سيترتب عليه زيادة عدد العاملين في تلك المستشفيات من موظفين في الجانب الصحي والتمريضي والموظفين والمستخدمين. وثمن كركمان ما تقوم بة الدولة تجاه المواطنين في القطاعات الصحية المختلفة التي ستساهم في زيادة عدد الأسرة وتقديم الخدمات الطبية المتقدمة للمرضى والمواطنين دون عناء. وفي منطقة جازان طالب عدد من الأهالي بسرعة تنفيذ العديد من المشاريع المتعثرة التي تشرف عليها إدارة النقل والمواصلات والأمانة والتعليم والصحة، وتوفير الخدمات الصحية بالمنطقة وبناء مستشفيات متخصصة بدلا من معاناة السفر المتكرره، فيما ترجع العديد من الجهات المعنية المشاريع المتعثرة إلى عدم توفر أموال أو مماطلة المقاولين، ما يمنعهم من إكمال المشاريع في وقتها المحدد، وأضافوا: كلما تقدمنا لأية جهة حكومية لتلبية احتياجاتنا الخدمية كرروا لنا عبارة «مع الميزانية». كما طالبوا بتوفير الوظائف وتثبيتهم وزيادة رواتبهم. ناصر الحازمي أحد خريجي الحاسب قال باسمي ونيابة عن جميع الزملاء المتخرجين نريد استحداث وظائف حكومية في ظل توفر المبالغ الهائلة التي أعلن عنها أمس. وطالب خريجو الدبلومات الصحية الذين أمضوا أكثر من 3 سنوات بلا توظيف، بتوفير وظائف حكومية بدلا من توجيههم إلى القطاع الخاص. ومن جهة أخرى أعربت خريجات التخصصات الطبية عن آمالهن في ايجاد فرص وظيفية شاغرة لهن في المستشفيات للمساهمة في الحراك الصحي الذي تشهده البلاد، متطلعات الى قطاع التدريب في المستشفيات بلا رسوم حتى لا تتسرب الخريجات من التدريب بسبب هذه المعضلة للمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل فاعل وفي سوق العمل. تقول آلاء باحنان خريجة احياء دقيقة لم اجد الى الآن فرصة عمل في مجال تخصصي في المستشفيات الحكومية والخاصة؛ في حين ان الفرص متاحة لخريجات التقنية الطبية على حد قول مختصي التوظيف في المستشفيات؛ وتضيف ان خريجات التخصصات الصحية يواجهن مشكلة دفع 12 الف ريال لمدة سنة مقابل التدريب في المستشفيات الحكومية الأمر الذي دعا العديد من الخريجات الى الانسحاب لعدم مقدرتهن المالية لدفع المبلغ على التدريب. ومن جهتها تقول اماني بادكوك خريجة احياء دقيقة بالرغم من اهمية التخصص في مجال المختبرات الا انني قدمت على دراسة الماجستير، ورغم أن شهادتي بكالوريوس امتياز مع مرتبة الشرف الا انه تم رفض طلبي لكافة كليات العلوم التابعة لمنطقة جدة. واشارت اخصائية التغذية ايمان الايوبي الى ضرورة توفير وظائف في القطاع الصحي؛ لأنها متخرجة من عام 1997م وإلى الآن لم تجد وظيفة حكومية؛ على الرغم من حصولها على ترخيص لمزاولة المهنة. واضافت اميمة حمادي خريجة احياء «حيوان» ان عدم توفر الوظائف للخريجات يعطل الاستفادة من قدراتهن في حين انه يجب اعادة النظر في التخصصات التي لا يحتاجها سوق العمل حتى لا تعاني الخريجات من البطالة.