نظمت الملحقية الثقافية السعودية في ماليزيا، مؤخرا، ندوة بعنوان «اللغة العربية في ماليزيا.. التاريخ، الحاضر والمستقبل»، بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وذلك في مقر الجامعة بالعاصمة كوالالمبور، بحضور الملحق الثقافي السعودي لدى ماليزيا الدكتور عبدالرحمن بن محمد فصيل. وتضمنت الندوة، التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، كلمة للملحق أوضح فيها حرص الملحقية على التبادل الثقافي بينها وبين المجتمع الماليزي. بعد ذلك بدأت الندوة التي أدارها المشرف الثقافي محمد المسعودي، وتحدث فيها كل من الدكتور مجدي حاج إبراهيم رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة العالمية الإسلامية عن تأريخ نشأة اللغة العربية في ماليزيا، وعن تقبل المجتمع المالاوي لها بصفتها لغة القرآن الكريم وكيفية دخولها للمدارس، حيث تدرس الآن في أكثر من 7 آلاف مدرسة عبر أكثر من 30 ألف معلم، ثم تحدث الدكتور أكمل خزيري عميد شؤون الطلاب في الجامعة عن معوقات نشر اللغة العربية، ورأى أن غياب البيئة التعليمية وتقصير الدول العربية في محدودية نشرها أحد المعوقات، إضافة إلى قلة المهن التي تستقطب خريجي الجامعات الماليزية في اللغة العربية، فيما تحدث أستاذ اللغة العربية في الجامعة الدكتور محمد فِهام غالب عن محور دور الدول العربية في نشر العربية في ماليزيا، ذاكرا أنها بحاجة ماسة لدعم وتأسيس مراكز للبحث العلمي يضم المختصين في اللغة العربية لمنع تشتت الجهود، في حين أن التبادل الثقافي بين الطلبة والأساتذة العرب مع الماليزيين ضعيف، وأن الأمل في دعم الدول العربية بتمويل مشاريع العربية في ماليزيا، بدعم مناهجها ونشر المسابقات والندوات والمعاهد والمعامل التي تدعو المجتمع الماليزي لتعلم العربية. من جانبه، عبر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد عن سعادته برعاية ندوة «اللغة العربية في ماليزيا.. التاريخ، الحاضر والمستقبل» التي نظمتها الملحقية الثقافية السعودية في ماليزيا، وقال: «نعبر عن سعادتنا في السفارة السعودية في ماليزيا بالمشاركة في هذه الندوة التي نظمتها الملحقية الثقافية مشكورة، وهي بلا شك تتناول جانبا هاما في حياتنا كمسلمين وعرب، وأيضا المهتمين باللغة العربية»، وأضاف «حقيقة جميع الأوراق المقدمة في هذه الندوة مثمرة وذات مضامين هامة جدا ربما أنها تناقش للمرة الأولى، وهذا يدل على مدى أهمية هذا الموضوع وحرص الإخوة الماليزيين وغيرهم من الطلاب الأجانب على أرض ماليزيا على تعلم وفهم هذه اللغة، وأيضا ما تحظى به اللغة العربية من اهتمام وانتشار في المجتمع الماليزي»، واصفا اللغة العربية بأنها لغة الدين والدنيا.