أحالت شرطة جدة ملف التحقيق مع الخادمة قاتلة كفيلها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وذلك عقب استجوابها ورفع كافة الأدلة والعينات من مسرح الجريمة، فيما تعافى ابن القتيل والذي نال نصيبه من الاعتداء الوحشي للخادمة. وكانت الخادمة قد التزمت الصمت لبعض الوقت خلال التحقيقات الأولية بشرطة جدة في محاولة لإيهام فرق التحقيق بإصابتها بحالة نفسية عقب الحادثة، وكأنها تعيش صدمة عصبية، غير أن ضابط التحقيق في مركز شرطة السلامة نجح في استدراجها لتنطق بأسباب إقدامها على تنفيذ هذه الجريمة الوحشية، حيث أرجعت السبب إلى سوء معاملة كفيلها لها، على حد ادعائها، بالإضافة إلى وصف الطفل المعتدى عليه، 12 عاما، لها ب «المجنونة» ومناداتها بهذا الوصف في كل تعاملاته معها، إلا أن هذه الأسباب لم تقنع فرق التحقيق رغم تسجيلها في المحاضر قبل إحالتها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وكشفت المعاينة الفنية لمسرح الحادثة عن قيام القاتلة نفيسة باستخدام سكين مطبخ في توجيه طعنات قاتلة إلى الأب أثناء نومه بلغت 10 طعنات، كما عثر على أدوات مكسورة داخل غرفة النوم كرسي برجل مكسورة، مبخرة وميزان، استخدمتها الخادمة بشكل وحشي وعنيف في ضرب القتيل على رأسه عدة ضربات أفضت إلى وفاته، قبل أن تعاجل إلى دورة المياه داخل المسكن وتحبس نفسها داخلها. وألمحت المؤشرات الأولية إلى نية الخادمة الإقدام على الانتحار عقب تنفيذ الجريمة، إلا أن التحرك الأمني السريع أسهم في إحباط أي محاولة من هذا النوع، حيث تم القبض عليها. وأكد الطفل المصاب لفريق التحقيق أنه فوجئ بهجوم الخادمة عليه وهي تضربه في وجهه بمكواة كانت تحملها فسارع إلى الابتعاد عنها خوفا من مضاعفة إصابته، إلا أن الخادمة واصلت هجومها وهي تلقي عليه بعشرات الأطباق والصحون التي أصابته في مختلف أنحاء جسده، ولم يجد موقعا يلجأ إليه سوى سطح المسكن حيث أحكم إغلاق الباب عليه، ومن ثم قفز إلى سطح منزل جيرانهم هربا من وحشية الخادمة التي انتهى بها المطاف بتنفيذ جريمتها بقتل الأب مستغلة نومه وضعفه، حيث خضع قبل أيام بسيطة لعملية جراحية. وأكد عدد من السكان المجاورين للأسرة أن الخادمة كانت تجد معاملة طيبة من الأسرة التي خصصت لها مبلغا ماليا لشراء بطاقات الهاتف وما تحتاجه من ملابس بعيدا عن راتبها الذي يودع في حسابها دون المساس به. وأوضح المتحدث الإعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق أن الخادمة استخدمت في جريمتها سكينا تم تحريزها في مسرح الجريمة، فيما تم التحفظ على أدوات عثر عليها داخل غرفة النوم استخدمت في الاعتداء على رب الأسرة القتيل. وأكد البوق أن الخادمة تبلغ من العمر 26 عاما فيما الضحية الكفيل في العقد الخامس من عمره وكان على فراشه لحظة مغافلة الخادمة له وإقدامها على الجريمة.