هذه الكلمة المكية معناها الحركة السريعة والاستعجال وعدم التركيز لدرجة «الربشة». ويقال إن الصورة تساوي ألف كلمة، وفي بعض الأحيان ترسم الكلمة ألف صورة. وكلمة «فيرجيلتجنز فافه» الألمانية Vergeltungswaffe معناها «سلاح الانتقام»، وأطلقت على أسماء أسلحة متطورة جدا، وتحديدا لصواريخ استخدمتها ألمانيا في منتصف فترة الحرب العالمية الثانية ضد انجلترا بالذات للانتقام من ضرب سلاح الجو الإنجليزي للمدن الألمانية. وتم استحداث رموز للأسلحة وأشهرها الطراز الثاني «في 2» V2، وكان من أهمها في تاريخ الصراعات المسلحة لعدة أسباب ومنها أن ذلك الصاروخ كان أول مركبة في تاريخ البشرية تصعد إلى الفضاء الخارجي، أي إلى ارتفاع يفوق المائة كيلو متر عن سطح البحر. ونجح الصاروخ في قتل المدنيين وتدمير المدن. وكانت حملة الصواريخ وكأنها «صربعة» في القتل والدمار لأنها كانت سريعة وغير دقيقة. ولكن المفاجأة هي أن هذا السلاح مستمر معنا الى اليوم. فقد تم تطوير الصاروخ الألماني «الفي 2» إلى «عائلة» صواريخ «السكود» الروسية، وهي أكثر الصواريخ الحربية انتشارا في تاريخ البشرية. واستمر تصنيعها منذ أكثر من ستين سنة بدون انقطاع بطرازات مختلفة وبنفس الفلسفة التصميمية الأساسية. وكلمة «سكود» انجليزية معناها الحركة السريعة. واطلقتها قوات حلف الأطلسي على الصاروخ الروسي لأن العادة جرت أن جميع صواريخ «أرض-أرض» لا بد وأن تحمل أسماء تبدأ بلفظ «السين». ويكون رمزها SS كونه اختصار Surface to Surface يعني «سطح- سطح» أو أرض-أرض، وعلى سبيل المثال ستجد أسماء بعض من تلك الصواريخ كالتالي: «سيشتر» Shyster ومعناها «البكاش».. و«سيتان» Satan.. ومعناها الشيطان.. و«سكيب جوت» Scapegoat ومعناها «المظلوم».. وربما نضيف لها «صربعة» Sarba'a. الشاهد أن هذا الصاروخ كبير الحجم فيعادل طوله حوالي ثلاثة أمثال طول السيارة «الكامري» وأما نصف قطره فيعادل ضعف عرض الجريدة المتميزة التي تقرأها الآن تقريبا، ووزنه عند الإطلاق يصل الى ما يعادل وزن أربع سيارات «كابريس». وبالرغم من ذلك فتصل سرعته الى حوالي خمسة أمثال سرعة الصوت.. يعني ممكن أن يقطع المسافة بين لندن وباريس في أقل من أربع دقائق. وهذه الأسلحة «باليستيه» أي أن التحكم الفعلي فيها يتم في المراحل الأولية الى أن تصل الى المدار أو الارتفاع المطلوب ثم يتم «زقلها» أو إفلاتها لتهبط من ارتفاعات شاهقة بسرعة عالية وبدون أي تحكم على أهدافها. وعادة لا تتسم بالدقة وهذه طبعا من خصائص «الصربعة». وقد نجحت هذه الفلسفة عسكريا فتجد أن هذا الصاروخ يصنع بأشكال وألوان مختلفة في العديد من الدول ومنها روسيا والصين وكوريا وإيران، ويتم أيضا استخدامه في القوات المصرية الشقيقة، والفيتنامية، والكازاخستانية وغيرها. أمنية دخل هذا الصاروخ الألماني الأصل التاريخ عام 1942 عندما صعد إلى الفضاء الخارجي، ودخل التاريخ أيضا كونه الأكثر استخداما عبر السبعين سنة الماضية. والآن يدخل التاريخ من أبوابه المخجلة فقد ثبت استخدامه في سوريا ضد الأهداف المدنية وهذه سابقة خطيرة للإنسانية. سألني أحد طلبتي أنه لو حاول جاهدا أن يفشل وفشل فعلا فهل يعتبر «ناجحا» لأنه حقق غايته؟ وهنا نطرح السؤال هل تعتبر هذه الأسلحة ناجحة كونها نجحت في القتل والدمار؟ أتمنى أن نركز على الاستعجال في مساعدة البشر بدلا من قتلهم، وفي البناء بدلا من الدمار، والعلم بدلا من الجهل، والفعالية بدلا من الصربعة. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة