تأمل في السلع التي لاتزال تعتبر حديثة بالرغم أنها صممت قبل تاريخ ميلادنا أو عندما كنا صغارا.. عندما كانت حدود جدة الشمالية هي شارع فلسطين، وقبل أن تصمم وتشيد معظم أحياء مدينتنا، وقبل الفيديو، والكريسيدا. وتخيل أن بعض هذه السلع لاتزال تتمتع بتفوق تقني يكاد أن يكون أغرب من الخيال، وربما تأتي في مقدمتها الطائرة الحربية الشهيرة «بالنسر إف 15» وحرف إف يرمز إلى كلمة مقاتلة Fighter ، وهي من أفضل الطائرات المقاتلة في العالم اليوم بالرغم أنها صممت في نهاية الستينات الميلادية. وتتميز هذه الطائرة بحجمها الضخم جدا حيث يفوق طولها طول ثلاث سيارات «سوبربان»، وارتفاعها يكاد أن يصل إلى ما يعادل الدور الثاني في المباني. ويفوق وزنها وزن عشرين مثل سيارتي «الكامري». وتعادل تقريبا حجم طائرة «الداكوتا». وبالرغم من عمرها، وضخامتها فهي تتميز بأداء يجعلها تتفوق على أجدد الطائرات المقاتلة. تستطيع أن تسبق الرصاصة المنطلقة من فوهة البندقية ذات الطلقات السريعة. وتتسارع إلى سرعات مذهلة صعودا إلى الأعلى بأمر الله، بمعدل يصل إلى حوالى خمسين ألف قدم في الدقيقة الواحدة. وذلك لأنها مجهزة بمحركين جبارين طول كل منهما يفوق طول سيارة اللاند كروزر، وتعادل قوتهما نحو ثلاثمائة وعشرين مثل محركات تلك السيارات ذات الثمانية سلندرات. وكل منهما تصل درجة الحرارة في داخله إلى حوالى ربع درجة سطح الشمس، وتفوق درجة حرارة الهواء الخارجة منهما درجة حرارة «الدافور». وقد أثبتت هذه الطائرة جدارتها، ففي عام 1985م أجريت تجربة فريدة تم بموجبها إطلاق صاروخ جو فضاء فريد من نوعه لتدمير أحد الأقمار الصناعية التي كانت تسير في مدار على ارتفاع 555 كيلومترا فوق سطح الأرض. وكانت التجربة ناجحة علما بأنها أطلقت الصاروخ على ارتفاع منخفض نسببيا وهو حوالى أربعين ألف قدم، ولكنها استخدمت تسارعها التصاعدي الجبار لرفع الصاروخ إلى الفضاء الخارجي. وقد أثبتت أيضا قدراتها القتالية المتفوقة في العديد من المواقف وأهمها لنا كان في عام 1984م عندما توغلت طائرتان حربيتان إيرانيتان من طراز «فانتوم» في المجال الجوي لوطننا متجاهلة الإنذارات ومهددة لأمن أجوائنا، وأسقطتهما مقاتلة سعودية من طراز إف 15. وفي عام 1991م أثناء حرب الخليج أسقطت المقاتلات السعودية «النسر إف 15» طائرتين حربيتين من طراز «ميراج» هددتا أمن الوطن.. إنجازات رائعة ومتميزة، ولكن هناك ما هو أهم من هذه الطائرات المقاتلة ألا وهو السواعد التي تقودها، وتديرها، وتطيرها وتقوم على صيانتها بشكل يسمح برفع فعاليتها وهؤلاء هم النسور الحقيقيون. أمنية الدول الوحيدة التي تمتلك هذه الطائرات المتميزة خارج الولاياتالمتحدة حاليا هي سلاح الطيران الملكي السعودي، و «كوكو جاتاي» وهو سلاح الطيران الياباني الدفاعي،. ويتطلب تشغيلها بنية تحتية تقنية وتنظيمية عالية جدا. وستجد هناك آلاف السواعد والعقول الوطنية السعودية المخلصة التي تعمل في هدوء، وبعيدا عن الأضواء لتأمين سلامة الوطن باستخدام أحدث التقنيات أمس، واليوم، وغدا بتوفيق من الله. وهذه مهمة صعبة لأن وطننا يحتوي على العديد من النعم التي يحسدنا عليها العديد من الحساد، وتعادل مساحته الجغرافية حوالى نصف مساحة إجمالي اتحاد الدول الأوروبية.. أتمنى أن نتذكر أن الأمن في السماء والأرض والبحر هو من النعم التي لا نشعر بها، وأن قواتنا قادرة دائما بمشيئة الله. وهو من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة