تحدثت الأنباء مؤخراً عن تزويد سورية "حزب الله" أنواعاً عديدة من الصواريخ منها صواريخ "سكود" التي يغطي مداها كامل أراضي إسرائيل. والسؤال هو ما هو تأثير هذا التسلح في وقت الحرب.؟ ان الحديث يدور عن صواريخ قادرة على حمل رؤوس متفجرة تزن طناً واحداً ، أو رؤوساً أخرى. واستخدامها لا يحتاج الى تقنيات عالية. ويُحتمل أن يسهل الوقود الصلب التشغيل السريع للصواريخ مقارنة بالوقود المستخدم في الأنواع الأصغر حجماً والتي استخدمت ضد إسرائيل في حرب لبنان الثانية. وعلى رغم أن الصواريخ الكبيرة يمكن تحريكها وتغيير مكان إطلاقها إلا أنه من السهل رصدها وتدميرها على عكس الصواريخ الصغيرة. كذلك تتميز صواريخ "سكود" الحالية بقدرتها على إصابة أهدافها بدقة أكبر وأكثر من الصواريخ التي سقطت على إسرائيل صيف العام 2006 ، وبإمكانها الوصول لمئات الأهداف. ومع ذلك فان الأهداف المكشوفة لا تحتاج دقة عالية في التوجيه. وإذا كان "حزب الله" قد تزود فعلاً بمئات الصواريخ من هذا الطراز فسيكون بإمكانه –وفي غضون أسبوعين- إطلاق العشرات منها في اليوم الواحد ، والتسبب في إحداث أضرار فظيعة. ويكفي صاروخ واحد على المركز المالي لإسرائيل لجعل رجال الأعمال الأجانب يعزفون عن التعامل مع إسرائيل. إن حقيقة تزويد سورية "حزب الله" بصواريخ "سكود" تدعم التقديرات القائلة بأن دمشق غير معنية بصدام مباشر مع إسرائيل ، فهي تفضل استخدام "مندوب" يضغط عسكرياً على إسرائيل ، بدلاً من كشف نفسها أمام رد عسكري إسرائيلي ، ترى أنه كافٍ لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. هذا القلق السوري يجب أن يكون محركاً أساسياً وموجهاً للعمل ضدها وضد تزويد "حزب الله" بالصواريخ. ان سبل الرد على التهديد من الشمال متنوعة. أولاً يجب أن يكون في الحسبان تقرير غولدستون الذي أقر بان ضرب البنى التحتية جريمة حرب ، إضافة الى اعتبارها نوعاً من العقاب الجماعي المحظور في القانون الدولي. وأنا لا أقول علينا الاستماع لغولدستون ، ولكن يجب ألا نغفل عن امر كهذا. أما على الصعيد التكتيكي فيجب على اسرائيل جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة لتتمكن من تدمير جزء كبير من صواريخ "سكود" ومنصات اطلاقها، في بداية الحرب ، أو حتى قبلها. كذلك يتوجب على اسرائيل العمل على تقصير أمد الحرب قدر الامكان عن طريق ضرب البنية التحتية اللبنانية رداً على ضرب اسرائيل. في حالة الحرب يجب على اسرئيل أن تضع لنفسها هدفاً استراتيجياً ، وهو اسقاط النظام الحاكم في سورية. وهذا الهدف يلزمها بالاستمرار بتطوير قواتها البرية المتحركة والقوات الجوية. كذلك يجب العمل على تعزيز الوحدات المتحركة والمشاه والقوات الخاصة ، وخصوصاً تلك التي تعرف كيف تصل الى كل شي في الميدان. أيضاً على اسرائيل العمل على تهيئة الارضية السياسية الدولية لحرب من هذا النوع ، والايضاح من البداية بأنه لا خيار أمامنا ولن يكون هناك خيار في المستقبل غير ضرب الجبهة الداخلية للعدو وبنيته التحتية ، ومن يوفر الحماية والملاذ للارهاب وقت الحرب. كما أن مجرد فتح نقاش دولي في هذا الشأن يعتبر نوعاً من الردع ولو أنه سيتسبب في الضغط على اسرائيل ، ولكن المسألة تستحق المخاطرة. وقبل ذلك كله على اسرائيل أن توضح اليوم للعالم أنه في حال تعرضها للصواريخ من الشمال فانها ستعمل فوراً على اسقاط النظام العلوي في سورية قبل معالجتها لمسألة التهديد الصاروخي . واعلان كهذا من شأنه أن يدفع سورية للامتناع عن تزويد "حزب الله" بصواريخ "سكود" خوفاً من أن يستخدمها الحزب دون التنسيق المسبق معها. العميد احتياط عوديد تيرا قائد سلاح المدفعية السابق صحيفة هآرتس