ودعت الأمة الإسلامية، قبل أيام علما بارزا، وإماما فريدا، وخطيبا، وقارئا متميزا، كان - رحمه الله - رجلا متزنا، مثالا للعالم المخلص في علمه، وعمله، نذر نفسه، لخدمة دينه، ووطنه، فكرس حياته لنشر العلم، والاهتمام بطالبيه، فكانت (حياته) حافلة بالبذل والعطاء ... يعد مدرسة دينية ملفتة، نادرة الحدوث ...تتلمذ على يديه علماء أجلاء، وأساتذة فضلاء نبلاء، ذلكم هو معالي الشيخ العلامة محمد السبيل، الذي عرفناه منذ طفولتنا بصوت، كان ذا طابع خاص، ارتبط بالحرم المكي الشريف على مدى أربعين عاماً... رجل – كما وصفه زملاؤه، وطلابه – محب للعلم، صاحب منهج فريد، وخلق رفيع، وهو ليس مدرسة فحسب، بل جامعة تخرج منها العلماء، والمفكرون، شخصية لا يختلف اثنان على حبها، والاعتراف بفضلها وعلمها.. والعالم الذي تنتفع الأمة بعلمه، وعمله لا شك أن فقدها له خسارة، ووقع من نوع آخر، تظل ذكراه خالدة بأعماله، وأفعاله ... وما تلك الجموع التي احتشدت، وشاركت في تشييع الفقيد (الشيخ السبيل) لخير دليل على مكانته، وعلمه، ومحبة الناس له رحمه الله. ندعو الله بالرحمة لفقيد الأمة، وعالمها الجليل، وأن يكتب له الأجر، والثواب على ما قدم، وأن يسير أبناؤه على نهجه من بعده...والحمد الله على قضائه وقدره. جزيرة فرسان