برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز، وحضور الأمراء عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز، وسلطان بن ناصر بن عبدالعزيز، وخالد بن عبدالله آل سعود، تحول حفل الاستقبال الذي دعت إليه قنصلية فلسطين في جدة، البارحة الأولى، بمناسبة الاعتراف بفلسطين دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، إلى مهرجان كبير حضره مختلف أطياف المجتمع في جدة من دبلوماسيين ورجال إعلام وأعمال وأدباء ومؤرخين ومثقفين وفنانين.. كان في مقدمتهم: صالح كامل، عبدالخالق سعيد، الدكتور أنور عشقي، سعود الشيخي مدير فرع وزارة الإعلام، د. سهيل قاضي، م. يحيى كوشك، الشاعر إبراهيم خفاجي، والفنانون عبدالرب إدريس وعبادي الجوهر وعبدالله رشاد وطلال سلامة والفنان محمد حمزة، بالإضافة للإذاعي الشهير من جيل الأمس عبدالعزيز شكري، وضيف الوسط الفني السعودي هذه الأيام النجم المصري محمد ثروت، حيث كان في استقبال الجميع السفير عماد شعث قنصل عام فلسطين في جدة، ومدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب، وفنان العرب محمد عبده الذين مثلوا الأطراف الثلاثة التي أسهمت في تقديم هذا الإنجاز الكبير احتفالا بمسمى الدولة. الحفل الذي حضره ياسر محمود عباس، ممثلا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بدأ بالنشيد الوطني الفلسطيني، فيما قام فنان العرب محمد عبده، والفنانون الدكتور عبدالرب إدريس، عبادي الجوهر، وعبدالله رشاد بأداء السلام الملكي السعودي، فيما كان تأخر وصول النجم طلال سلامة عائقا عن مشاركته في أداء السلام. بعد ذلك، ألقى قنصل عام فلسطين السفير عماد شعث كلمة تتحدث بهذه المناسبة جاء فيها: في هذه المناسبة التي هي اعتراف من الأممالمتحدةبفلسطين كدولة، أفخر بأن يكون عنوان حفلنا هذا كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إننا اليوم نحتفل بمناسبة الاعتراف بفلسطين كدولة، وشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، ولا سيما أن هذه المناسبة تتزامن مع الذكرى 48 لانطلاق الثورة الفلسطينية، ومن حقنا الآن أن نقول أن فلسطين ليس مجرد كلمة تمر، ومن حقنا فيها أن نتعامل مع العالم كدولة لها حقوقها. وألقى السفير محمد أحمد طيب كلمة رحب فيها بالحضور، وتحدث عن المناسبة، وقال: «شرف عظيم لي أن أحضر هذه المناسبة التاريخية المجيدة التي نحتفل فيها بتصحيح التاريخ والاعتراف بفلسطين دولة عضوا في الأممالمتحدة»، وأضاف «يهمني هنا أن أوضح أن أي يوم وطني لأي دولة عربية هو عرس وعيد للأمتين العربية والإسلامية»، ثم استعرض السفير طيب أدوار المملكة تجاه القضية الفلسطينية، ومنها لقاء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مع روزفلت عام 1945، والذي أكد في هذا اللقاء أن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وكذلك فعل أبناؤه من بعده: الملك سعود، والملك فيصل شهيد القدس، والملك خالد، والملك فهد رحمهم الله وكذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. وفي الحفل الخطابي الذي قدمته المذيعة إيمان الوزير، واحتضنه فندق هليتون جدة، تحدث عميد السلك القنصلي في جدة السفير صالح عطية قنصل عام الجزائر، قائلا: «إن دور الجزائر منذ عام 1974عندما كانت في رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة كان عز فخر الجزائر أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ألقى يومها خطابه الشهير باسم الشعب الفلسطيني». الحفل الذي كان لفنان العرب محمد عبده دور كبير في نجاحه بمشاركة ابنته هيفاء التي أخرجت الحفل وقدمت عرضا حاسوبيا «بور بوينت» عن فلسطين تضمن صورا ومعلومات عن فلسطين منذ أكثر من 100 عام، شهد الحفل تقديم عروض للفلكلور الفلسطيني قدمته الفرقة الشعبية الفلسطينية. وفي الختام، كرم السفير شعث فنان العرب الفنان محمد عبده، وسعاد الحسيني الجفالي، على جهودهما في هذا الحفل. وكان أحد أبرز ضيوف الحفل شاعر الوطن الشاعر إبراهيم خفاجي الذي تحدث عن المناسبة قائلا: «لفلسطين الرمز في هذه الأمة علينا الكثير الذي يجب أن نقوم به، فطوال الستين عاما التي شغلنا بها الصهاينة كنا كلنا فلسطين الأبية المستعصية عليهم إن شاء الله، والتي نأمل كلنا أيضا أن يتحقق شعار (فلسطين الدولة.. خطوة نحو الحل الشامل) الذي عمل به ابني محمد عبده.. فنان العرب». وقال الخفاجي «أيضا أهنئ الشعب والقيادة في فلسطين على هذه الخطوة وعضوية الأممالمتحدة، وعندما دعاني محمد عبده لحضور هذه المشاركة وجدتني وأنا في الطريق من مكةالمكرمة إلى مقر الحفل في جدة محاولا ترجمة الفرح في هذه المناسبة، وبالفعل، وفقت في كتابة هذا النص الذي اخترت له اسم «فلسطيني»، وأتشرف بإهدائه إلى قنصل فلسطين السفير الدكتور عماد شعث: فلسطيني فلسطيني.. أدافع عن أمل أمة.. عقيدة وحزم في الهمة. وجيشي موحد الكلمة.. بنوره يبدد الظلمة. للأمجاد يهاديني تعيش يا فلسطيني فلسطيني فلسطيني.. بلاد الإسراء والمعراج.. عظيمة بنورها الوهاج ربيع الخير للمحتاج .. كريمة بوفرة الإنتاج بالخيرات تعطيني تعيش يا فلسطيني فلسطيني فلسطيني.. عمادي عودتي لأرضي.. مرادي حكمها بيدي منايا ومنتهي سعدي.. وغاية مطلبي وقصدي أموت فيها تتاويني تعيش يا فلسطيني فلسطيني فلسطيني.. صواريخي شعل نيران.. ذخيرة في حمى الأوطان وتاريخي بكل لسان.. جهاد في طاعة الرحمن أعادي من يعاديني تعيش يا فلسطيني فلسطيني فلسطيني.. رسالة عبرة للأجيال.. جدود كانوا لهم أبطال تخطوا كل صب محال.. بقوة حطموا الأغلال كفاح عن مسجدي وديني تعيش يا فلسطيني ومن ناحيتها، بثت إذاعة (صوت فلسطين) والإذاعات الأعضاء باتحاد إذاعات الدول العربية برنامج (رسائل إلى ضمير العالم)، من إنتاج إذاعة المملكة في برنامجيها العام من الرياض والبرنامج الثاني من جدة، من إعداد وإشراف الزميل سمير حبيب بخش، وتقديم مريم الغامدي وخالد الشهوان، وإخراج فهد الهاجري. وقال مدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله بن عثمان الشائع إن بث هذا البرنامج جاء في إطار مشاركة الإذاعات العربية في اليوم الإعلامي المفتوح الخاص بالقدس، والذي حدده اتحاد إذاعات الدولة العربية مؤخرا، مشيرا إلى أن برنامج رسائل إلى ضمير العالم سبق أن حصل على جائزة اتحاد إذاعات الدولة العربية في دورة القدس بالمهرجان العربي الرابع عشر للإذاعة والتلفزيون بتونس 2009م. ومن جانبه، أوضح معد برنامج (رسائل إلى ضمير العالم) سمير بخش أن البرنامج الذي اشتمل على شهادات الأدباء والمفكرين والفنانين وبعض المسامع الدرامية يبدأ بحوار بين صوتين حول القدس زهرة المدائن ومدينة السلام ومهد الديانات السماوية، والتي صلى الأنبياء في رحابها، ثم يتطرق الحوار إلى دور المثقف والمؤرخ والأديب والفنان والمبدع العربي في مخاطبة واستنهاض الضمير الإنساني، من خلال التأكيد على أهمية ترجمة مخاطبة واستنهاض الضمير الإنساني، من خلال التأكيد على أهمية ترجمة الأعمال الأدبية والفنية التي تتناول قضية القدس إلى اللغات الحية في العالم، حيث نحتاج في إطار سعينا وتطلعنا إلى موقف دولي إيجابي ومنصف يحقق السلام العادل في المنطقة، نحتاج إلى أن نتوجه بأدبنا وفننا وإبداعاتنا إلى الضمير العالمي والوجدان الإنساني من خلال نصوص وصور إبداعية تسهم في خدمة القضية الفلسطينية، وتخاطب الضمير الإنساني، وتتصدى للمحاولات الإسرائيلية لتزوير التاريخ ومحو هوية القدس العربية.