أفرزت انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم العديد من المواقف والأحداث على مدار الأسبوع الماضي قبل تنصيب أحمد عيد الحربي رئيسا منتخبا لمدة أربع سنوات بواقع 32 صوتا في جولتين، ولعل ال 24 ساعة الأخيرة قبيل الاجتماع كانت الأكثر سخونة، حيث كانت هناك العديد من التحركات من قبل المعسكرين للوقوف على التجهيزات الأخيرة من أجل ضمان دعم مرشحهم ومحاولة التشويش على المرشح المنافس. «عكاظ» تواجدت في قلب الحدث وخرجت بمعلومات وافرة لم يسبق نشرها، حيث وصل أحمد عيد الحربي المرشح الأول إلى الرياض عصر الاثنين الماضي، ولم يكن معه أحد والتقت به «عكاظ» في قاعة كبار المسافرين في مطار الملك عبد العزيز وتحدثنا معه عن أدق التفاصيل وكان هادئاً جدا ومتفائلا مبديا ثقة كبيرة في الشارع الرياضي بأنه سوف يقف إلى جانب برنامجه الانتخابي لإدراكه أن برنامجه قوي وأعد بطريقة تخدم كرة القدم السعودية. وحول ما إذا كان يتكئ على دعم قوي جعله مطمئنا قال: نعم أتكئ على دعم كبير وهو إيماني بالله فإذا كانت خيرا لي وكتبت لي سأفوز، وإذا لم تكن مكتوبة فلن أفوز ولو جمعت مال قارون لهذه المهمة. وعن الإعداد للانتخابات وهل اقتصرت فقط على البرامج الانتخابية فقط أكد أن هناك مجموعة من الشباب اخترتهم وثقتي بهم كبيرة، ومن ناحية الدعم المادي فالحمد لله حالي ميسور وأستطيع دعم نفسي وبعض أصدقائي عرضوا عليّ خدماتهم وهناك من وقف معي ليس اليوم وإنما منذ فترة طويلة وهو صاحب أياد بيضاء ورجل تهمه مصلحة رياضة الوطن وهو من الذين يسعون دائما لتطوير كرة القدم السعودية، قاطعناه وقلنا «اتحادي؟»، عدل في وضعية جلسته وقال أحمد عيد ليس لديه أي إشكاليات مع أحد ومعظم أصدقائي اتحاديون وأعضاء شرف وللأمانة بعض الاتحاديين اتصلوا بي وقالوا نحن معك وهناك من أعضاء الشرف من عرض خدماته وأنا أكن لهم كل تقدير ومحبة، ثم صمت وقال لا تصدق ما يثار بأن أحمد عيد والاتحاديين أو الهلاليين أو الشبابيين على خلاف أو عدم اتفاق، فالحمد لله علاقتي بالجميع أكثر من رائعة والذي يدار في الإعلام وبين الجماهير لا يمثل الحقيقة لذا فإنني لست قلقا لأنني أقف على بعد مسافة واحدة من الجميع ولو سألتهم لقالوا نفس الكلام ونفس الشعور. بعد ذلك انقطع الحديث بسبب النداء الأخير لرحلة 1030 والمتجهة إلى الرياض، وبعد الصعود إلى الطائرة اتجه أحمد عيد إلى الدرجة الأولى في مقعد a01 الذي يبتعد عن مقعد «عكاظ» بأربعة أو خمسة مقاعد، وكانت «عكاظ» تترقب الفرصة لاستكمال الحديث فيما انشغل أحمد عيد بقراءة أحد الكتب الرياضية باللغة الإنجليزية، على أمل أن يتواصل الحديث معه بعد الوصول إلى الرياض، وبعد أن هبطت الطائرة في مطار الملك خالد التقينا مرة أخرى بأحمد عيد واستأذن للذهاب إلى مقر اتحاد القدم. عند الساعة التاسعة من مساء يوم الاثنين اتصلنا بأحمد عيد ولم يرد وبعدها بربع ساعة اتصل بنا فأخبرناه أن حواره مع «عكاظ» سينشر غدا «الثلاثاء»، فقال: إن شاء الله لن يكون فيه أي شيء على خالد المعمر له فأجبنا بالنفي إلا ما ذكرته قال يهمني عدم الإساءة على الآخرين فأنا منذ أن لعبت الكرة وحتى يومنا هذا حريص على عدم الإساءة لأحد، وهذه انتخابات وتنافس شريف يجب أن لا يخرج عن الأخلاق الرياضية. يوم الثلاثاء وصل زميلنا سعيد هلال إلى الرياض وبدأ فريق العمل في ترتيب المؤتمر الصحفي وتم توزيع الدعوات إلى الرياضيين ووسائل الإعلام، وعند الساعة الرابعة والنصف توجهنا إلى فندق الانتر استعداداً للمؤتمر الصحافي وكان أول الواصلين الزميل فهد المساعد بعد التنسيق مع سعيد هلال ليتولى المساعد إدارة المؤتمر الصحفي ومن ثم عند الخامسة وصل أحمد عيد ومن ثم توافد الإعلاميون، وتأخر انطلاق المؤتمر الصحافي وأصر أحمد عيد على تقديم اعتذار للحضور عن ذلك، وبعد نهايته كان أحمد عيد سعيدا بالحضور الإعلامي والرياضي وسعيدا أكثر بالإشادات التي وصلت له عن التنظيم للمؤتمر الذي أشرف عليه فريق العمل. يوم الأربعاء كان هناك تواصل مع القناة الرياضية من أجل الترتيب للمناظرة التي شارك بها إلى جانب منافسه الآخر خالد المعمر وتحدث معه سعيد هلال ورعد سالم قبيل الذهاب إلى مقر التلفزيون، ورفض أحمد عيد أن يرافقه أحد إلى هناك وقال: لا أفضل مثل هذه البروتوكولات، وبعد نهاية المناظرة تلقى أحمد عيد العديد من الاتصالات التي أشادت بظهوره في المناظرة وعدم التعمد إلى إحراج منافسه حيث قال: لا أميل لمثل هذه الأساليب طالما أنني واثق من نفسي فلماذا أتعمد إحراج منافسي، فخالد المعمر يظل صديقا عزيزا وقدرة إدارية يجب أن لا يخسرها الوسط الرياضي، إلا أن بعض وسائل الاعلام حاولت التأثير على أحمد عيد ليلة الانتخابات بإعلان نتائج وهمية تشير إلى فوز خالد المعمر بالانتخابات، وكانت هناك العديد من الاتصالات التي وصلت لأحمد عيد وكذلك لفريق العمل معه تجزم بأن ابن معمر قد فاز وأثارت تلك الاتصالات والأخبار الإعلامية المدسوسة قلقا واسعا لدى فريق عيد إلا أنه ظل صامدا ومتماسكا وكان في كل الاتصالات معه يطمئن بأن لا أحد يستطيع أن يفصل قبل صناديق الاقتراع وظل متواصلا إلى ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، حيث لم ينم أحمد عيد إلا ساعات قليلة وتواجد في مركز الملك فهد الثقافي عند الساعة الثانية عشرة من ظهر الخميس مبتسماً رافضا مبدأ التكهنات قبل التصويت وبعد ذلك دخل مع خالد المعمر يدا بيد قاعة التصويت. في قاعة التصويت طلب الدكتور هادي اليامي من وسائل الإعلام مغادرة القاعة للاجتماع والتصويت على انضمام سامي أبو خضير بديلا عن أحمد الخميس، وعلمت «عكاظ» من مصادرها الخاصة أن رئيس نادي الجيل عبدالعزيز المريسل اعترض أن يكون هناك تصويت على دخول أبو خضير معتبرا ذلك اختراقا للنظام، وحدث جدل واسع بين المريسل وبعض الأعضاء وكذلك خالد المعمر من أجل التصويت وتم التصويت عليه، ووافق 54 صوتا مقابل 6 أصوات رفضت بينما امتنع صوتان عن الإدلاء. بعد نهاية الجولة الأولى من التصويت والتي تفوق فيها أحمد عيد ب32 صوتا أوقفت اللجنة التصويت لأداء الصلاة وخلال هذه الاستراحة شهدت الكواليس العديد من الاتصالات ولعل فؤاد أنور أكثر الأعضاء تحدثاً بالجوال، ولم تتمكن «عكاظ» من معرفة هوية المتصل ولكن ظهرت ملامح فؤاد أنور بعدم قبول الكلام الذي استمع إليه، حيث أشارت المصادر بأن الاتصال كان من أحد أعضاء تكتل ابن معمر الذي اتهم فؤاد بالخائن. كان خالد الزيد في إحدى زوايا القاعة مجتمعا مع ستة من الأعضاء الممثلين عن أندية الدرجة الثانية والثالثة في الوقت الذي كان فيه الدكتور عبدالرزاق أبو داوود والدكتور خالد المرزوقي يبحثان عن مياه للشرب فيما المرشح الأول أحمد عيد كان هادئا ولم يغادر مكانه إلا لأداء الصلاة بينما كان خالد المعمر يتجول مرة مبتسما وأخرى متحدثا بالجوال. المدرب الوطني محمد الخراشي غادر القاعة غاضباً أثناء عملية الفرز للمرشحين الأعضاء وعدم فوزه، حيث قال أثناء مغادرته هذه نتائج التكتلات رافضا الحديث عن تفاصيل أكثر. علمت «عكاظ» أن رئيس نادي الجيل عبدالعزيز المريسل أنه تلقى اتصالا من رئيس ناد عاصمي أثناء وجوده في تبوك يعرض عليه العودة بطائرة خاصة برفقة ممثل نادي الوطني للتصويت لخالد المعمر ورفض المريسل عرض الرئيس وقال: سوف أصوت لمن يستحق. شخصية اتحادية تدخلت قبل موعد الجمعية ب 72 ساعة وأجرت اتصالاتها ب12 عضوا من أعضاء الجمعية العمومية لإقناعها بالتصويت لأحمد عيد. علمت «عكاظ» من مصادرها أن هناك شخصية رياضية قامت بتوزيع قائمة وهمية بأسماء الأعضاء الذين صوتوا لأحمد عيد وحملت القائمة مغالطات كثيرة منها أن صوت سامي أبو خضير كان لأحمد عيد وصوت عبد العزيز المريسل لخالد المعمر.