أنهت وجاهة أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود، مساء أمس، والتي أناب فيها محافظ العقيق غلاب بن غالب أبو خشيم، وبحضور مشايخ وأعيان القبائل من أنحاء المملكة، خلاف عشر سنوات، بين بني مجدوع من قبيلة بني عبدالله، وبني شافي من قبيلة رفاعة. وتعود تفاصيل القضية إلى خلاف نشب قبل أكثر من عشر سنوات، والذي أدى إلى مقتل أحد أبناء بني مجدوع، وإصابة أخيهم سعيد بن مجدوع في يده، ما أدى لبتر أصابعه وتشوه بيده. وتتعلق وجاهة وصلح أمس، فقط بإصابة سعيد وطلب رضاه، لما لحق به من معاناة، وإعادة المياه إلى مجاريها، بين الأهل خاصة أن سعيد خال أبناء المعتدي. وتوافدت أمس، جموع المصلحين والقبائل بأعداد كبيرة على قصر النخيل للمناسبات بالعقيق بعد عصر أمس الأول الخميس لحضور مراسم الصلح بين قبيلة بن عبدالله من غامد، وقبيلة رفاعة من غامد، حيث قارب الحضور نحو ألف شخص، وذلك في ظل تواجد أمني كثيف من شرطة المحافظة، وقد توافد نحو 500 شخص من قبيلة رفاعة يتقدمهم محافظ العقيق غلاب بن غالب ابوخشيم، وشيخ قبيلة رفاعة بخيت المكي، وعدد من مشايخ قبائل غامد وزهران والقبائل المجاورة وأعيان القبائل وكان في استقبالهم قبيلة بني عبدالله يتقدمهم شيخ القبيلة فيصل بن عبدالعزيز الغامدي، وأعيان وأفراد قبيلة بني عبدالله، إضافة إلى شيخ قبيلة ال طالب الشيخ مبشر بن مدشوش واعيان قبيلته وجمع غفير من سكان العقيق. وبدأت مراسم الصلح بكلمة لمحافظ العقيق شكر قبيلة بني عبدالله على حسن استقبالهم، مبينا أن وفدهم يتكون من قبائل متعددة، حيث اجتمعوا حشمة وتقديرا لبني عبدالله، مؤكدا استعدادهم لكل مايطلبونه في سبيل الصلح، وأضاف جئنا نحمل وجاهة أمير المنطقة والذي يرجوا من بني عبدالله تجاوبا مع هذه الوجاهة، وتقديرا لهذه الجموع، والتي تضم عددا من مشايخ القبائل والأعيان، فيما تحدث مشايخ القبايل الأخرى حول إنهاء المشكلة والعفو عما حصل. عقب ذلك رد الشيخ فيصل بن عبدالعزيز الغامدي شيخ بني عبدالله مرحبا بالحضور، وأضاف هذا الجمع لا يجتمع على باطل، وأن نية المجتمعين تنوي الصلح والصلح الخير. وقال شيخ قبيلة رفاعة الشيخ بخيت بن جمل: نحن ربع ورفاق، وما حدث خطأ لا نقبله ولا نرضاه، مقدما وقتها مبلغ مليون ريال هدية لسعيد مجدوع، وتعتبر من أولاد أخته، ونرجو السماح والعفو. عقب ذلك تحدث سعيد عبدالله مجدوع المصاب في الحادثة مرحبا بالجميع، معتبرا أنهم عوانه ولحمه ودمه، مشيرا إلى أن ما حدث في السابق أمر مقدر، وشيء مكتوب وأضاف اسمحوا لنا بأننا منعناكم سنوات مضت لشيء نحسه في صدورنا، وكتف أيدينا، وحضوركم أكبر وفا، وأحلى رضا، وأرفض أن أستلم أي ريال. واستطرد يقول: أنا مسامح عن رضا وقناعة وتقديرا للحضور. هذا وقد ألح الحضور لقبوله المبلغ لكنه رفض رفضا قاطعا لكن القبايل امتنعت عن شرب القهوة والعشاء المعد لهم، إلا بعد استلام المبلغ بعدها استلم المبلغ، ودخل الجميع الموقع المعد لهم، حيث توالت الكلمات والقصائد وبعض الهدايا. هذا وفي حديث خاص ل «عكاظ» قال علي بن عبدالله مجدوع بالنيابة عن إخوانه، والمصاب أخيه: إننا وبني شافي شيء واحد ونحن إخوان وأن نزغ الشيطان بيننا، فنحن صلة قرابة وعيال خالة، وأرحام وعواني، وتربينا مع بعض، وكانت السنوات التي مضت على صلة مع إخواتنا وخالتنا، ولم تكن تلك القطيعة، وقال إن الصلح أوصانا به الله سبحانه وتعالى في السنة النبوية والصلح خير ونحمد الله على كل حال، وأن يتمم الأمور على خير. من جانب آخر أعرب محافظ محافظة العقيق غ1لاب بن غالب أبو خشيم ل «عكاظ» عن شكرهم لقبائل بن عبدالله، على قبول الصلح وقبول جاهية القبائل اللي حضرت، مشيرا إلى أن ذلك ليس مستغربا على قبيلة بني عبدالله، وأضاف تشريف القبايل التي حضرت هو تشريف لمنطقة الباحة وهو موقف مشرف وقد كان كل ذلك في ظل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة، بأن يعمل الجميع على الصلح، مشيرا إلى تبنى سموه لجنة إصلاح ذات البين، وترأسه لها، مبينا أن تكليف المحافظات بإنشاء لجان إصلاح ذات البين، دليل على الإصلاح، وأضاف وما تحقق اليوم لهو ثمرة من ثمار جهده.