تهدأ جبهة من جبهات القتال في سورية، لكن تظهر جبهات أخرى أشد ضراوة في الاشتباكات بين جيش النظام والثوار، ففي حين عاد الهدوء الحذر والنسبي إلى مخيم اليرموك، قصفت قوات النظام بشكل عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بلدتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق. أما في مخيم اليرموك، بدأ مئات اللاجئين الفلسطنيين أمس العودة إلى مخيم اليرموك جنوبدمشق، للإقامة في منازلهم أو لإخراج أغراضهم منها، على رغم استمرار إطلاق النار في شكل متقطع، بحسب ما أفاد سكان. وقال عضو في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين «بدءا من الساعة السادسة صباحا، عبر مئات الفلسطينيين سيرا نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم». وأوضح المصدر أن العديد من هؤلاء يريدون العودة «بدلا من النوم في العراء بسبب الأمطار المتساقطة بغزارة»، بينما يأخذ آخرون حاجياتهم «لاقتناعهم بأن النزاع سيطول». من جهة ثانية، اعتقلت السلطات السورية قريبين من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وخمسة من زملائهما الناشطين في سبيل تغيير سلمي في سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد «إن المخابرات العسكرية السورية اعتقلت في 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري المعارض والناشط السلمي في الحراك السوري الدكتور زيدون الزعبي (38 عاما) وشقيقه صهيب (22 عاما)، وخمسة من زملائهما من مقهى في مدينة دمشق واقتادتهم إلى أقبية الفرع 215 التابع لها». من جهة ثانية، قالت صحيفة لو موند الفرنسية أمس إن الحل العسكري يتصدر قائمة الحلول المطروحة للأزمة السورية، ويتقدم ببطء على حساب المزيد من الضحايا الأبرياء يوما بعد يوم منذ نحو سنتين. مشيرة إلى أن النظام الأسدي هو الذي فرض خيار اللجوء إلى السلاح، بعد أن بادر بإطلاق نيرانه على المتظاهرين المسالمين في الأشهر الأولى من انتفاضة الشعب السوري. وأضافت الصحيفة أن بشار الأسد الذي كان قادرا في السابق على طرد المقاتلين المعارضين من أحياء بعض المدن ومن بعض الأرياف أصبح اليوم محاصرا داخل العاصمة دمشق بعد أن نجحت المعارضة في طرد قواته من مناطق الشمال والشرق ومن العديد من الأحياء في المدن الكبرى مثل حلب وإدلب وحماة ودرعا وغيرها.