«نهاية العالم».. خبر تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية وروجت له بعد أن تسرب من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا التي بدورها كذبته وحذرت منه. وما زاد من مخاوف البعض ظهور ثلاث شموس في توقيت واحد في سماء مدينة شنغهاي قبل أيام، لكن هذه المخاوف بددها عدد من علماء الفلك، عندما أكدوا أن ما ظهر إلى جانب الشمس هو ظاهرة جوية ناتجة عن انكسارات لضوء الشمس تعرف بتسمية (الشمس المزيفة) أو (الشمس الشبح). أكد مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أنه لا يصح تحديد وقت أو زمان الساعة، معتبرا الفيلم المتحدث عن نهاية العالم لا يستند إلى واقع، مشددا على أن «علم الساعة عند الله». واستشهد مفتي عام المملكة على ذلك بقوله تعالى: (يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) وقوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها). وأعلن أكاديميون عدم تحفظهم على متابعة الفيلم الذي يحكي نهاية العالم، ولكن بغرض التسلية دون التصديق. ونصح الأستاذ المشارك في جامعة أم القرى الدكتور إحسان المعتاز بعدم إرجاع الأمور إلى المؤامرات كما أشارت بعض الأقوال إلى أن الفيلم لعبة سياسية، ناصحا بالانشغال والعمل على تطوير أنفسنا. وقال عضو المحكمين في المملكة الدكتور أحمد المعبي إن المعطيات التي يستشهد الغرب بها على موعد الكسوف أو الخسوف أو نزول المطر لا تشابه التنبؤ بعلامات الساعة. ويرى عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور هاني فقيه أن أهداف الفيلم الحرص على الإثارة والظنيات، أو ربما لأمور دينية عند اليهود، لا إلى لعبة سياسية كما تتقاذفه المزاعم. ويشير الداعية علي سعيد الى أن ما يروج عن ظهور الشموس الثلاث في شنغهاي الصينية ابتداعات مثل ما نسمعه من خرافات. وتساءل الداعية الدكتور عوض القرني، لو صح ما يزعمونه، فلماذا الغرب ما زال يبني ويطور من نفسه «فهذه المزاعم لا غرض منها سوى التسلية، أو لإخماد روح العمل في الأمم النامية». وربط عضو مجلس الشورى سابقا الدكتور محمد آل زلفة إنتاج الفيلم بالخرافة والتنجيم، والسعي خلف المال روج ووسع من انتشار هذه الخرافات، ليحقق أهل الأهواء مغزاهم بجني دخل من إنتاجهم لهذه الأفلام. رفض الشيخ عازب آل مسبل عضو مجلس الشورى لجنة الشؤون الإسلامية، دخول الإعلام خاصة الإسلامي في ترويج ما اعتبرها «تخاريف» نهاية العالم. وقال ل«عكاظ»: «الساعة علمها عند الله سبحانه وتعالى، وكما يعلم الجميع، فإنها تأتي الناس بغتة فتبهتهم، وهناك علامات صغرى وكبرى، والمؤمن مرتبط بكتابه الله وسنة نبيه، فمثل هذه الأخبار والخزعبلات ما هي إلا تخاريف، ولا يجوز للإعلام نشرها وتهويلها والتضخيم فيها بأي شكل من الأشكال». وأضاف أن النصوص الدينية والأحاديث النبوية واضحة، وهناك علامات بينة يعلمها الجميع ومذكورة في القرآن الكريم، فلذلك هذه الأمور لا تعنينا في شيء، وربما تكون هناك مآرب أخرى من ترويجها من قبل أناس ضعف إيمانهم أو لم يكن لديهم إيمان أساسا. وأشار آل مسبل إلى أن ما يحدث من جهل سيطر على عقول بعض البشر وأعمى بصيرتهم وجعل خيالهم يوصلهم لأمور سماوية هي بيد الخالق سبحانه وتعالى أولا وأخيرا ولنا في نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أسوة حسنة عندما سأله رجل متى تقوم أو تحين الساعة؟ فرد عليه أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم «وأنت ماذا أعددت لها؟»، لذلك يجب علينا عدم تصديق أو نشر مثل هذه الأساطير والخرافات والتي تعتبر من البدع التي نهانا عنها رسولنا الكريم. أما الخوف من نهاية العالم والترويج لنبوءات المايا فتعود أسبابه -بحسب مراقبين- إلى التغير المناخي وهوليوود التي اتهمت بالمسؤولة إلى حد كبير عن الهوس المرافق لهذا التاريخ، على خلفية إنتاجها للفيلم الشهير (2012) الذي يتحدث عن نهاية العالم، إضافة لكتاب (عهد المايان) للروائي الأمريكي ستيف ألتين. وأشارت وسائل إعلام أجنبية رأت جدية الخبر المسرب إلى وجود كوكب آخر بالإضافة إلى الكواكب الأحد عشر المتعارف عليها، حيث كشف احد التلسكوبات التابعه للوكالة في الفضاء ظهور كوكب يعادل حجم الشمس تقريبا وأطلق عليه اسم (nibiru)، وعليه بدأت الوكالة في دراسة الكوكب الغامض وخلصت إلى أنه ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس وبالتالي فإن فرصة إحداث خطر على كوب الأرض محتملة وبدرجة كبيرة في حال اقترب من مسار الأرض. وكشفت الدراسة التي بدأت منذ 15 عاما أن الكوكب سيمر قرب الأرض على مسافة تمكن سكان شرق آسيا من رؤيته بكل وضوح في العام (2009) وسيعترض مسار الأرض في عام (2011) أما في العام الجاري فسيراه سكان الأرض وكأنه الشمس. وبحسب «ناسا» فنظرا لقوته المغناطيسية الهائلة فإنه سيعمل على عكس القطبية إي أن القطب المغناطيسي الشمالي سيصبح هو القطب المغناطيسي الجنوبي والعكس صحيح وبالتالي فإن الكرة الأرضية سوف تبقى تدور دورتها المعتادة حول نفسها ولكن بالعكس حتى يبدأ الكوكب بالابتعاد عن الأرض مكملا طريقه المساري حول الشمس. وعن الكوكب ذاته فقد توصل علماء ناسا إلى أن دورانه يستغرق 4100 عام لإكمال دورة واحدة حول الشمس، أي انه قد حدث له أن أكمل دورته السابقة قبل 4100 عام وهذا ما يشرح لنا سبب انقراض الديناصورات والحيوانات العملاقة قبل 4100 سنة تقريبا وانفصال القارات عن بعضها البعض (ما عرف بالانفجار الكبير). «بداية الدنيا» تتصدر الدعوة لحفلات الزفاف «العزوبية» وحدها تنتهي اليوم هاني باحسن (جدة) لم يستسلم الشاب إبراهيم باقر (26 عاما) الموظف في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لنهاية العالم المزعومة اليوم، وبات أمس نشطا في التحضير لمراسم زفافه، معتبرا أن كل ما يتداوله الغرب ليس سوى خرافة صدقها من لا يؤمنون بالله ولا اليوم الآخر. ويعرف باقر سلفا أن الانصياع لمثل هذه الأقاويل هو إيمان بها «لذا لم أتردد لحظة في المضي قدما في التجهيز لمراسم الزفاف، وإن انتهى العالم بالنسبة لهم». ورغم أن أخاه مازن لم يكن راضيا أن يصادف يوم زفاف أخيه شائعة كهذه، إلا أنه اعتبرها فرصة لتسجيل عبارات مبتكرة على بطاقة الزفاف، مثل بداية حياتي.. أو نهاية العزوبية. وبات أمر الشائعة التي تتداول في الغرب على نطاق واسع، لا أهمية له في الأوساط الشبابية، خاصة الذين قرروا سلفا الدخول إلى نصف الدنيا ووضع نهاية للعزوبية وتصادف يوم عرسهم نفس يوم نهاية العالم المزعومة. فالشباب أمثال أسامة السرحان لا يؤمنون بالخزعبلات «عطفا على تعاليم ديننا الحنيف التي تعلمنا منها أن الساعة لا تأتي إلا بغتة، فكيف نريد تصديق ما يحاول الغرب ترويجه، لا ننكر أنهم متقدمون في العلم، لكن الغيبيات لا يعلمها إلا الله، لذا فحياتنا مستمرة اعتياديا، خاصة حفلات الزواج، لأننا لن نوقف مسيرة الحياة لمجرد شائعات لم ولن يكون لها أساس من الصحة». ولم يسمع هاني أبو الجدايل وناصر الهاشمي وفيصل الكثيري، أيا من أقاربهم أو أصدقائهم أرجأ زفافه أو قدمه هربا من نهاية العالم المزعوم «بل على العكس بعضهم اختار نفس اليوم للتحدي وعشق المغامرة بروح الفكاهة الشبابية». وتساءلوا إذا كانوا يعتقدون أن نهاية العالم وشيكة فهل تغيرت برامجهم، أو رحلاتهم، «لذا فنحن أولى بعدم التصديق وإن حاولوا لن يجدوا إلا بداية للعالم، إذ هناك الكثير من دعوات الزفاف تلقيناها بمسميات مختلفة في ذات اليوم المزعوم، وكلها تؤكد أن الشباب يعرف دينه ولا يلتفت للخزعبلات». الزعاق: لا خلخلة في الحسابات الفلكية محمد المصباحي (جدة) استبعد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق أن يكون تحديد نهاية العالم في 21 الجاري المرة الأولى، مؤكدا أن هذه الشائعات ليست جديدة وتظهر عند كل حدث سماوي أو أرضي واصفا الدعاوى التي نسمعها بين الحين والآخر بأنها لا تستند إلى أصول علمية. ووصف ظهور ثلاث شموس في مكان واحد بالطبيعي، حيث يتكرر ذلك منذ أن خلق الله الأرض وترجع تلك الحالة إلى تشبع السواحل بالرطوبة فتعكس صورة كواكب تشبه الشمس، مشيرا إلى أن اصطدام الكواكب التي يستشهد البعض بها هراء، عازيا ذلك إلى أن اقتراب أي كوكب من المنظومة الشمسية يؤدي إلى تخلخل الحسابات الفلكية، وهذا لم يحدث. 5 دول تحتفل.. وزاد الناجين في الملاجئ هاني باحسن (جدة) في وقت يحبس العالم الغربي أنفاسه تخوفا من النهاية المزعومة اليوم، أعلنت خمس دول أمريكية تنظيم حفلات غير مسبوقة ليس رفضا للمناسبة، بل إيمانا منها بهذه المناسبة، لتستمر لثلاثة أيام اعتبارا من الجمعة. وقد انقسم العالم إلى 3 مجموعات بين متخوفين من اقتراب النهاية حتى درجة الهوس، فاستعد هؤلاء لاستقبال هذا اليوم بتجهيز ملاجئ مزودة بكل ما يحتاجه الإنسان للبقاء فترة أطول، وآخرين يتحفظون على فكرة نهاية العالم في الوقت الحاضر، ويستند هؤلاء إما إلى إيمان بالدين، أو تأكيد العديد من المختصين على أن هاجس 2012 لا يستند إلى أسس علمية، مثل العالم الألماني سفين غرونيمير، وفريق ثالث يبدو غير مهتم أصلا بكل ما يدور حول تقويم ال«مايا». ويأمل كثيرون بأن الأيام ال10 القادمة لن تهز العالم، وأن يتحول العد التنازلي إلى عد تصاعدي ونقطة انطلاق في مرحلة زمنية جديدة، وأن يقبل العالم على مرحلة جديدة تجلب الخير للبشرية. وانشغلت الشركات السياحية في كثير من دول العالم لاسيما في أوروبا وأمريكا بزيادة عائداتها المالية من خلال تنشيط الحركة السياحية غير العادية بالتزامن مع الموعد الحدث، وتنظيم الاحتفالات الضخمة لهذه المناسبة. تنبؤات العرافين.. كذبة 2000 بصناعة هوليوود عادل المالكي (جدة) منذ بداية البشرية أشارت الديانات السماوية على اختلافها إلى يوم القيامة الذي يبقى أمرا من أمور الخالق وتحديده بيده وحده، فيما كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن نهاية العالم، فمن سنة 2000 المرتبطة بميلاد المسيح التي تم تحديدها من قبل بعض العرافين لنهاية العالم والتي مرت بسلام ليكذب المنجمون ولو صدقوا، إلى التنبؤ بنهاية العالم في 12/12/2012 الذي صادف الأربعاء قبل الماضي، لتخفق أبحاث وتنبؤات الغربيين ككل مرة، لأن نهاية الكون والبشرية لا يعلمهما إلا الله سبحانه وتعالى. وبالموازاة مع هذه التنبؤات التي حددت نهاية العالم في العام 2012، كانت الفرصة مواتية لصناع السينما في هوليوود الذين أنتجوا فيلم (نهاية العالم) عام 2012 بناء على أسطورة من أساطير حضارة المايا القديمة في أمريكا الوسطى، وتدور تلك الخرافة حول كوكب مجهول الهوية يدعى نيبرو، سوف يقترب من الأرض كثيرا في شهر ديسمبر عام 2012، ونتيجة اقتراب الكوكب من الأرض وارتطامه سوف ينتج عنه تغيرات مناخية متطرفة للغاية ودوران عكسي للأرض وفوران للبراكين وزلازل عنيفة تدك كافة أصقاع المعمورة وذوبان للجليد وعواصف شمسية. بدأ العد التنازلي لدى الكثير من المتابعين لآخر الأخبار المتعلقة ب«نهاية العالم» بعد 10 أيام، في 23 ديسمبر الجاري كحد أقصى، بحسب تقويم نسب لحضارة ال«مايا» المندثرة، والتي ازدهرت قبل آلاف السنين في أمريكا الجنوبية. لكن عمليات البحث الأخيرة في غواتيمالا أسفرت عن العثور على مخطوطات أثرية تشير بوضوح إلى أن شعب ال«مايا» لم يتنبأ بنهاية العالم في هذا التاريخ. وبحسب علماء من جامعة بوسطن الأمريكية فإن تأكيد ذلك يستند إلى أن مخطوطات اكتشفت حديثا، تحمل تقويما يتجاوز عام 2012، مما يسمح بالقول إن شعب ال«مايا» الذي انهارت حضارته في عام 900، لم يكن يؤمن بأن هذا العام سيشهد نهاية العالم، كما نقل موقع (يو بي آي). من جانبه، قال الباحث ويليام ساتورنو إن العلماء عثروا على كتابات تعود إلى الحضارة القديمة في موقع كزولتان الأثري الخاص بالمايا في شمال غواتيمالا، مشيرا الى أن معطيات في المخطوطات الجديدة تشير بوضوح إلى أن شعب ال«مايا» اهتم كثيرا بالوقت والدورة الزمنية، وأعد تقويما زمنيا (روزنامة) تتخطى تواريخه عام 3500، على الرغم من أن هذا الشعب لم يترك الكثير من الأعمال المكتوبة حول علم الفلك، وفقا لتأكيده.