مشاريع الضواحي السكنية النموذجية عرفناها مجمعات مرتبطة بشركات البترول أو الهيئة الملكية بالجبيل وينبع أو قطاعات عسكرية أو طبية أو تعليمية، وتتضمن في الغالب خدمات ومرافق متكاملة صحية وتعليمية ورياضية وتجارية وتتفاوت فقط في المساحات والمرافق وعناصر التميز والاستقطاب وتتسم جميعها بالتخطيط الجيد للبنية التحتية والمساكن والمرافق والحدائق والبيئة وتعكس مستوى متناسقا للإنسان والمكان. وعرفناها أيضا ضواحي نموذجية حول المدن في الولاياتالمتحدةالأمريكية تمتص الكثافة السكانية من المدن التي تفرعت منها، فالضاحية التي سكنتها خلال دراستي في أمريكا كانت قائمة على الجامعة التي كنت أدرس فيها. وقد أخذت التجربة أمانة العاصمة المقدسة حين بادرت من خلال ذراعها الاستثماري بمشاركة القطاع الخاص بمشروع ضاحية سمو في مدخل مكةالمكرمة وتتكرر أيضا مع أمانة محافظة جدة في مبادرتها بمشروع البنى التحتية للضاحية السكنية بخليج سلمان على طريق درة العروس بمحافظة جدة الذي تنفذه شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني على مساحة ثلاثة ملايين متر مربع، حيث إن هذه المبادرات تعتبر أنموذجا جيدا لمشاريع إسكانية كبيرة ضمن حلول معضلة الإسكان ومتطلبات التزايد السكاني في المملكة. وفي ظل الفوائض المتوقعة في ميزانية الدولة فإنه من المناسب جدا أن تتجه الدولة لاستثمار جزء من الفوائض في مشاريع تخطيط وتنفيذ بنى تحتية لضواحٍ سكنية نموذجية حول المحافظات الرئيسة في المملكة تتبناها أمانات المحافظات من خلال شركات التطوير المنبثقة عنها بفكر استثماري يشارك فيه القطاع الخاص لوضع حلول نموذجية مستدامة على المدى الطويل لمشكلة الإسكان ويمكن أن تقوم الضاحية على مرفق حيوي سواء جامعة أو مستشفى تخصصي أو بيئة سياحية أومدينة صناعية أو تقوم على مقومات أقرب محافظة رئيسة لها ثم تنمو وتتطور بموجب تخطيط عمراني مسبق من خلال مشاريع وزارة الإسكان أو مشاريع شركات التطوير العقاري وتخصيص جزء من أراضيها منح للشباب ليستفيدوا من قروض الإسكان بالإضافة إلى استثمار المواقع التجارية فيها مع القطاع الخاص. إن مشاريع الضواحي السكنية النموذجية تعكس التوجه الصحيح لتطوير الإنسان والمكان والامتداد العمراني وتطوير المحافظات الصغيرة والقرى المجاورة للمدن الرئيسة بل وتحد من تفاقم مشاكل أمنية واجتماعية وصحية وبيئية ومشاكل تعديات الأراضي والعشوائيات على أطراف المحافظات. والأمل أن تأخذ بهذه التجارب أو تستفيد منها أو تبادر بمثلها أو تدعم تمويلها كافة الجهات المعنية أو المبادرة في حلول الإسكان أو الاستثمار فيه؛ مثل وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية وشركات التطوير العقاري والبنوك والمؤسسة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية فالفرصة سانحة والحاجة ماسة والسوق خصب والميزانية فائضة والاستثمار مجدٍ وطويل المدى. Dr- [email protected]