أفصح رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله عويقل السلمي عن أن الأندية تعاني من ضعف إمكانياتها، قائلا «لولا دعم رجل الأعمال أحمد باديب لما قامت جائزة (أدبي) جدة للدراسات الأدبية والنقدية». وأضاف: «دعم الوزارة لا يكفي لقيام الجوائز والمناشط الكبرى»، مؤكدا صحة ما قاله داعم جائزة «أدبي» جدة أحمد باديب بأن «جائزة نادي جدة للدراسات النقدية والأدبية تفتقر للأطر المؤسسية للجائزة»، إذ أرجع ذلك إلى أن الجائزة في بداياتها. ولفت إلى أن نادي جدة يسعى لإيجاد وقف يضمن دخلا ثابتا للنادي لأجل الرقي به أكثر. ورأى أن التكريم في المحيط الثقافي ضعيف في سنواته الماضية ويركز على من غادر الحياة، ولا يولي عناية واضحة بالمعاصرين منهم، موضحا أن تنوع آليات وجوائز الأندية يمنحها منظومة من العمل المتميز. ما أهمية الجائزة في دعم الثقافة والمثقفين؟ الجوائز عموما افتقرتها الحركة الثقافية في السنوات الماضية، فجل تركيزها على تكريم الشخصيات التي غادرت الحياة، وحقيقة تكمن أهمية الجائزة في تأثيرها على إحداث حراك ثقافي فكري، وهي لا شك من المحفزات وتؤدي أكثر من مسار ولها أكثر من مردود. وما الذي ينبغي مراعاته في الجوائز؟ ينبغي تكريم الأحياء والمعاصرين الذين ما زالوا يعصرون موهبتهم وثقافتهم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم، بدلا من الاقتصار على إحياء سيرتهم بعد وفاتهم، وحقيقة «أدبي» جدة في جائزته الأخيرة راعى ذلك، وكان حياديا وبشهادة الجميع في منحه الجائزة. وهل تقصد أن الأندية مقصرة في جانب التكريم، كونها لا تركز على الأحياء كثيرا؟ لا شك في ذلك وهذا مرده إلى ضعف إمكانياتها وقلة ذات اليد. ولماذا إمكانياتها ضعيفة رغم الدعم الذي نسمع عنه للأندية من قبل الوزارة؟ تقصير الأندية في جانب التكريم للجوائز الكبيرة يأتي استجابة للظروف المادية التي تعاني منها، وحقيقة لو لم يكن أحمد باديب داعما لجائزة «أدبي» جدة لما كانت الجائزة، وأؤكد أن دخل الأندية متواضع ، كما أطمح بدعم الأندية لا بالمادة فقط، بل حتى معنويا وذلك بارتيادها من كبار المجتمع. ولكن أين الملايين التي تردكم من قبل الوزارة؟ الوزارة لم تقصر في الجانب المعنوي للأندية في تحقيق التواصل والإعانة على إيجاد علاقة بين الأندية والمؤسسات الأخرى، أما على الجانب المالي فيصلنا من الوزارة مليون ريال سنويا لكل نادٍ، وهذه لا تكفي لإقامة مناشط وجوائز كبرى، ونطمح لدعم أكبر، وبشأن الثمانية ملايين من قبل الوزارة، فهي غير مخصصة للأنشطة، وإنما تصرفها الوزارة لتوفير المباني وصيانتها. تقصد أن أحمد باديب هو من يمول الجائزة لعجزكم؟ كما أسلفت الأندية ضعيفة المردود ومحدودة الدخل، ولا يمكن لها القيام إلا بالفعاليات الصغيرة، أما المناشط الكبرى فتحتاج إلى دعم كبير، وعن تمويله للجائزة فيرجع لسببين أولهما أنه رجل ثقافة ومعرفة، وقد جمع بين الحسنيين، أما السبب الآخر فالأندية تحاول مد جسور بينها ورجال الأعمال حتى لا تعمل بمفردها. ولكن داعم الجائزة أحمد باديب اتهمكم بغياب الإطار المؤسسي للجائزة في ناديكم. نعمل بجد على وضع الأطر المؤسسية للجائزة، والحصول على دعم وقفي يضمن لنا دخلا ثابتا، ويجب أن يعلم الجميع أن الجائزة في بداياتها، لكنها باتت معلما وحفرت لها موقعا في جغرافية الثقافة. وكيف وجدتم تفاعل المثقفين مع الجائزة؟ ظهر تفاعل ملحوظ، فقد استقبلنا في الرمز أكثر من 31 مرشحا من أكثر من 22 جهة، استبعدنا بعضها نظير تأخر الترشيح، وهذا التفاعل ولد لدينا شعورا بمكانة الجائزة، وكانت تردنا الاستفسارات حول الجائزة. هل ترى ضرورة اقتداء الأندية بهذه البادرة التي تميز بها «أدبي» جدة؟ حقيقة، كل نادٍ له برامجه وآلياته، وجميل أن يتميز كل نادٍ في جانب، ويجب الاستقلال في التميز، أما تنوع الجوائز بين الأندية فتسهم في تشكيل منظومة من التميز، وجائزة «أدبي» جدة للرمز كانت على مستوى المملكة، وحرصت اللجنة العلمية كل سنتين على اختيار معلم بارز يستحق التكريم ويجمع عليه عدد من المثقفين. ما جديدكم في «أدبي» جدة؟ لدينا عدد من المناشط اعتمدنا الكثير، فعالية للدكتور سعد البازعي، وهناك ترتيبات لإقامة حفل لحسن عباس شربتلي، إضافة إلى عدد من الأمسيات الشعرية، وهناك ندوة للإعلام الجديد، ولدينا أيضا إضاءة على سيرة مبدعة وهو عبارة عن اختيار شخصية نسوية مبدعة نسلط الضوء عليها، كما لدينا حاليا من يعمل في الحلقة النقدية، كما أن الصالون النسائي يعمل، ومنتدى عبقر بدأ عمله، وبرنامج طاقات سيعمل بعد أقل من شهر، وهناك دورات في التحرير الصحفي وكتابة المقال.