روى التربوي والإعلامي خالد الحسيني أحد المواقف للراحل الشيخ محمد بن عبدالله السبيل في أحداث الحرم المكي عام 1400 ه، حيث كان إماما لصلاة الفجر في ذلك اليوم، وقال الحسيني موضحا: رفع المؤذن الشيخ عبدالحفيظ خوج أذان الفجر في المسجد الحرام وسط تجمع كبير من المسلمين الذين كان البعض منهم يؤدي مناسك العمرة، وآخرون يروون ظمأهم من ماء زمزم؛ وبعد أقل من ثلث الساعة من الأذان رفع الشيخ خوج وبصوت جهوري إقامة الصلاة، فتقدم الشيخ السبيل لإمامة المصلين، وبعد أن فرغ من الصلاة التي قرأ في ركعتيها الأولى والثانية ما تيسر من سورة التوبة حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد ارتفعت الأصوات بعد تدافع أعداد كبيرة من الناس في كافة أنحاء المسجد الحرام، حتى تمكن أحد المسلحين من الاستيلاء على «المايكروفون» المخصص للإمام، واستطاع الشيخ السبيل الخروج من المسجد الحرام بصعوبة بالغة. وأضاف الحسيني: كنت وقتها أعمل في صحيفة البلاد السعودية والتقيت الشيخ السبيل بعد الحادثة، وقال لي: إن مشادة حصلت بينه وبين أحد المعتدين بعد سحب «المايكروفون» من أمامه بطريقة مفاجئة، واكبها قيام الشخص نفسه بسحب خنجره مهددا الشيخ السبيل، إلا أنه طلب منه الهدوء؛ لأنه يريد الصلاة على جنازة حاضرة أمامه، وقال الحسيني «رغم صعوبة الموقف إلا أن الشيخ السبيل تعامل بالحكمة والعقل».