لم يكن يوم أمس يوما عاديا في حياة مؤذن المسجد الحرام نايف فيدة، فقد فاضت عيناه بالدموع وهو يتسلم فجر أمس صيغة المناداة الرسمية على فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - والتي نصها «الصلاة على الميت الحاضر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الصلاة يرحمكم الله»، وخرج شيخ مؤذني المسجد الحرام من منزله منذ الصباح الباكر إلى مكبرية المسجد الحرام وهو حزين بخلاف بقية الأيام التي كان يخرج فيها وهو في فرح وسعادة عند ذهابه للمسجد الحرام لرفع الأذان من مكبرية المسجد الحرام، وقال: فجعنا بموت صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، يرحمه الله، فقد خدم وطنه وأمته الإسلامية وخص المعتمرين والحجاج بخدمة خاصة وقدم جهده وفكره لخدمتهم طيلة السنوات الماضية. وجلس شيخ مؤذني المسجد الحرام في مكتبه وهو يرصد حركة الطائفين حول الكعبة المشرفة في انتظار وصول جثمان فقيد الوطن تسع ساعات وقال: إن هذا الموقف من المواقف المحزنة في حياته وهو ينادي بصلاة الميت على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وكشف الفيدة أن الشيخ أحمد نحاس أذن لصلاة العصر أمس والشيخ أحمد العباس أذن لصلاة المغرب والشيخ أحمد بصنوي أذن لصلاة العشاء. يشار إلى أن المكبرية تعتبر المكان المخصص لمؤذني المسجد الحرام والتي تقع مقابل الحجر الأسود ويرفع منها الأذان وتبلغ مساحتها حوالي 180 مترا مربعا، حيث تتكون من أربع حجرات، مكتب لشيخ مؤذني المسجد الحرام الشيخ نايف فيدة، وحجرة خاصة يرفع منها المؤذنون الأذان وبها 20 (مايكروفونا) صوتيا، كما توجد حجرتان أخريان إحداهما للإذاعة والأخرى للتلفزيون ويبلغ عدد مؤذني المسجد الحرام 14 مؤذنا يؤدون الأذان وفق جدول زمني يتم إعداده مسبقا، بحيث يكون هناك مؤذن وملازم له في كل صلاة، كما يتم ربط المؤذن أثناء الصلاة بسماعة خاصة بينه وبين الإمام ليسمع المؤذن صوت الإمام، خاصة عند حدوث أي عطل في مكبرات الصوت أثناء الصلاة، ويتولى الفنيون قبل 20 دقيقة من كل صلاة تجريب المايكات ومكبرات الصوت، وذلك بما يسمى النفخ في مكبرات الصوت حتى يتم التأكد من عملها بشكل يومي.