وسط وجود كثيف من رجال الأمن، شيعت جموع من المصلين عصر امس في محافظة الطائف، جثمان المواطن السبعيني ضاوي بن عاصي الحارثي، الذي كان قد قتل مطلع رجب من العام المنصرم، جنوبالطائف، إثر تعرضة لإطلاق نار من قبل 11 شخصا، نقل على إثرها للعناية الفائقة في أحد مستشفيات المحافظة، إلا أنه توفي هناك وحفظت جثته في ثلاجة الموتى الى حين الانتهاء من التحقيقات، بعد مكوثه نحو أسبوعين منوما في المستشفى، أفاق خلالها وأخبر ذويه باعتداء عدد من الأشخاص عليه، الأمر الذي أسهم في إلقاء القبض عليهم. الى ذلك أوضح ل«عكاظ» المحامي والمستشار القانوني د. عمرو بن حمد الأزيبي الموكل من قبل ذوي القتيل، انه تم تشكيل لجنة من وزير الداخلية، على اثر تحقيقات شرطة الطائف وشرطة قياء، بعد الغموض الذي لف بعض جوانب القضية. وردا على استفسار «عكاظ» حول الغموض الذي اكتنف القضية أوضح المحامي الأزيبي، ان القتيل اعتدي عليه من قبل 11 شخصا يحملون اسلحة رشاشة، حيث أطلقوا عليه النار، وتم نقله إلى المستشفى وهو في وضع حرج، نسبة لإصابته بثلاث طلقات نارية في البطن، والفخذ، وأسفل الفخذ، مشيرا إلى أن تقرير الطبيب الشرعي الذي صدر في هذا الخصوص أكد ذلك. وأوضح المحامي الأزيبي، أنه ووفقا لتوكيل ذوي القتيل له في القضية، فإنه يطالب بإعادة التحقيق في القضية، للوقوف على الحيثيات التي بموجبها أطلق سراح بقية المتهمين بكفالة، مبينا أن الذين تم القبض عليهم كان عددهم 11 شخصا، تبقى منهم في السجن 6 أشخاص و3 هاربين وادرجو تحت قائمة المطلوبين أمنينا و2 اخرين تمت أطلاق سراحهم بكفالة وتقرر أن يتم استدعائهم لاعادة التحقيق معهم. ودعا د. الأزيبي إلى ضرورة اتباع الاجراءات الخاصة بتحقيق وضرورة التروي بعد اخذ التصور الواضح في القضية حتى يمكننا أن نقدم القضية للشرع للفصل فيها. وحول بقاء القتيل كل ذلك الوقت في ثلاجة الموتى دون دفنه، أوضح المحامي الأزيبي أن كل الفترة الماضية كانت القضية في طور التحقيق الأولي، ما تطلب بقاء الجثة، خاصة أن هناك إجراءات تتعلق بالتشريح الشرعي، وأضاف «لقد تم كل ذلك، ولهذا رأينا أن يتم دفن القتيل بعد بقائه لمدة 7 أشهر في ثلاجة الموتى». من جهة ثانية أوضح ل«عكاظ» شقيق القتيل عابد الحارثي، الذي أكد انهم تحت حكم الشريعة في هذا البلد الذي قيض الله له رجالا مخلصين، على رأسهم خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن القتيل مكث نحو أسبوعين على قيد الحياة في المستشفى، أفاق خلالهما وأخبر ذويه بالأشخاص الذين اعتدوا عليه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأضاف «استطاعت الجهات الأمنية في الطائف إلقاء القبض على الجناة، أحدهم كان محرضاً، وأودعتهم جميعا السجن، في حين خرج عدد منهم بكفالة. وقال الحارثي «إن الجناة كان بحوزتهم بنادق آلية ومسدسات، حيث استطاع رجال البحث والتحري اكتشاف طلقات نارية في ملابسهم، عقب إلقاء القبض عليهم». واستطرد شقيق القتيل: «الحادثة التي وقعت في شعبان الماضي هزت الطائف، وذلك بعد تهديد «أخو القتيل» بأنه لو استمر بالسير بأغنامه تجاه أغنامهم فإنهم سيقتلونه، وهذا ما حدث فعلا، حيث أقدموا على قتله، مبينا أن سبب القتل كان خلافا على أغنام ومرورها بجانب غنمهم. من جهته تحدث الناطق الاعلامي بشرطة الطائف الملازم أول سليم بن شرف الربيعي، أن الحادثة كانت بمنطقة قباء، حيث أطلق الجناة النار على ضاوي بن عاصي الحارثي، الذي يبلغ من العمر سبعين عاما، نقل على إثرها للمستشفى، ومكث به حوالي شهرين كان في غيبوبة، ثم توفاه الله متأثرا بإصابته، حيث باشرت الشرطة التحقيقات في ذلك، وألقت القبض على الجناة، وتم التحقيق معهم، ورفعت المعاملة للجهات المختصة، متضمنة نتائح التحقيق، وسلم الجثمان لذويه.