استلم ورثة مواطن سبعيني كان قد قتل على يد مجموعة من الأشخاص بالطائف جثته، بعد أن ظلت ل 7 أشهر في ثلاجة الموتى, اعتراضاً من الورثة على نتائج التحقيق، وذلك قبل أن يوجه وزير الداخلية بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في الواقعة من جديد، وضبط 11 شخصاً. وفي التفاصيل، فقد أقر ورثة مواطن سبعيني كان قد قتل على يد مجموعة من الأشخاص يصل عددهم إلى 11، باستلام جثة والدهم بعد أن كانوا رافضين ذلك اعتراضاً منهم على التحقيقات التي تمت عن طريق شرطة محافظة الطائف، الأمر الذي أبقى الجثة قرابة سبعة أشهر بالثلاجة، لحين موافقتهم على استلامها بعد تشكيل لجنة رسمية أمر بها وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وباشرت أعمالها وتابعت ملف القضية.
وقد شيعت جموع من المصلين عصر اليوم جنازة المقتول بعد موافقة ورثته على استلامه واقتناعهم بتقارير اللجنة العليا المشكلة والقادمة من الرياض، وصُليَ عليه بجامع العباس بالطائف، وسط حضور كامل الورثة من أبنائه وأقاربه الذين حضروا مراسم التشييع والدفن.
وكانت "سبق" قد نشرت تفاصيل الواقعة في حينه، حيث كان ستة أشخاص قد سلموا أنفسهم لأحد مخافر شرطة محافظة الطائف معترفين بقتلهم مسناً في السبعينات من عمره بعد أن أطلقوا عليه عدة أعيره نارية، فيما كُشف لاحقاً لدى الشرطة أن المجني عليه لا يزال على قيد الحياة وأنه نقل للعناية المركزة بالمستشفى ويخضع للعناية الطبية، حتى توفيَ لاحقاً.
وجاءت جريمة القتل عقب خلاف نشب بين مجموعة من الأشخاص يقدر عددهم ب 11، مع المسن حيث حاولوا منعه من إبقاء أغنامه في أحد المواقع الخاصة بهم بمنطقة قيا جنوب محافظة الطائف، إلا أن المسن لم يبال بتحذيراتهم فأطلقوا عليه عدة طلقات نارية من سلاحين من نوع رشاش، أصابت اثنتان منها بطنه وفخذه فتم نقله وإسعافه لمستشفى الملك فيصل بالطائف، وأدخل العناية المركزة، حتى توفي, فيما بدأت حينها الشرطة بالطائف ممثلة في مخفر قيا تحقيقاتها مع المتهمين الستة لتطبيق الإجراءات بحقهم.
وقال الناطق الإعلامي المكلف بشرطة الطائف الملازم أول سليم بن شرف الربيعي: في غرة شهر رجب من العام 1433ه وقعت قضية إطلاق نار بمنطقة قيا على شخص سعودي الجنسية في العقد السابع من عمره نقل على أثرها للمستشفى ومكث به نحو شهرين في غيبوبة ثم انتقل إلى جوار ربه متأثراً بما لحق به من إصابات، مشيراً إلى أن الشرطة باشرت التحقيقات في ذلك وقبضت على الجناة وتم إيقافهم والتحقيق معهم ورفعت المعاملة متضمنة نتائج التحقيق للجهة المختصة، وسلم الجثمان لذويه.
من جانبه قال الباحث والمستشار القانوني عبدالحكيم آل هنيدي بمجموعة المحامي الدكتور عمر بن حمد الأزيدي التي تبنت القضية بعد طلب الورثة لذلك: ورثة المقتول كانوا قد رفضوا استلام الجثة لأنهم كانوا طاعنين في التحقيقات، وأبدوا عدم رضاهم في إطلاق البعض منهم، كذلك عدم رضاهم بالتقارير الطبية الصادرة من مستشفيين حكوميين "الملك فيصل والملك عبدالعزيز التخصصي" بالطائف، مشيراً في تصريحه ل "سبق" إلى أن الورثة رفعوا ثلاث برقيات لوزير الداخلية، الذي بدوره وجّه بتكليف لجنة عليا للتحقيق، بعد أن كان ملف القضية قد وصل لهيئة التحقيق والادعاء العام والذين أكدوا بأن هناك غموضاً في التحقيقات ومن ثم تمت إعادته لمحافظة الطائف ومنها للشرطة.
وكشف آل هنيدي عن توجههم كمجموعة محاماة وبطلب من موكليهم الورثة لإبلاغ أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز الذي وجه بدوره قبل أيام شرطة المنطقة بإبلاغ شرطة الطائف بالقبض على خمسة آخرين من الجناة من أجل أن يكتمل عددهم إلى 11 شخصاً وفقاً لمطالبات الورثة، ويجري حالياً إلحاقهم بالقضية.
وبين أن الستة الذين تم التحفظ عليهم بعد ضبطهم بداية الأمر عثر معهم على 3 أسلحة عبارة عن رشاش ومسدسين، كما عثر على كمية من الذخائر الحية بحوزتهم.
يذكر أن المسن عمره 70 عاماً، ولديه 24 من الأبناء، منهم 9 ذكور، و 13 بنتاً، ويسكن في بادية بمركز قيا جنوب محافظة الطائف.