أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع البارحة بأن ما قام به من أعمال في مجال العناية بالتراث العمراني أتت بتوفيق من الله ثم بتوجيه من ملوك المملكة العربية السعودية الذين عمل معهم وبجهود الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وبتعاون العديد من الأشخاص والجهات في المنطقة. وقال سموه في حفل تسليم جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني التي تقدمها مؤسسة التراث الخيرية والتي تشرف بتسليمها لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في قصر المربع بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع «إننا كنا في هذا البيت قصر المربع مع الوالد المؤسس عندما كنا أطفالا ثم تواصلنا مع أبنائه البررة من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان والأمير نايف رحمهم الله، وهذه بحمد الله استمرارية ونهج هذه الدولة منذ أن بدأ محمد بن سعود وقامت الدولة الحديثة بجهود الملك عبدالعزيز رحمه الله ورجاله وتعاون معه إخوانه وأبناؤه مع أبناء بلادهم للحفاظ على امن هذه البلاد وعلى وحدتها الاسلامية والعربية». وأضاف سموه: «هذا القصر كان بعد قصر الديرة هو منطلق أعمال هذه الدولة فهو يذكرني الآن بطفولتي في هذا المكان ، فالحمد لله أن وفق الدولة لأن تسير على النهج الصالح المنبعث من كتاب الله وسنة رسوله». وتابع سموه: «هذه دولتكم هي منكم وأنتم منها فنحن في وحدة خير وبركة ويسرني كإنسان منكم يشعر بما تشعرون أن أبشركم والحمد لله بأن الملك عبدالله حفظه الله يتمتع بالصحة والعافية وأسأل الله أن يوفق هذه البلاد وقيادتها لكل خير وأشكر مشاعر الشعب السعودي على اهتمامهم وعنايتهم بمليكهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز قام فور وصوله إلى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بافتتاح معرض «مسيرة في التراث العمراني»، المقام في بهو المتحف الوطني، والذي يحكي جهود سموه في الحفاظ على التراث العمراني، وتنظمه دارة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة التراث الخيرية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والهيئة العامة للسياحة والآثار. ثم قام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز عقب قص شريط افتتاح المعرض بجولة داخل المعرض، واطلع على ما يحويه، ثم توجه سموه بعدها إلى مقر الحفل في قصر المربع. من جهته، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن قبول سمو ولي العهد لهذه الجائزة يشكل حافزا وتشجيعا كبيرا لجميع المؤسسات بالدولة والجهات ذات العلاقة بقضايا التراث لمضاعفة جهودها وتوظيف قدراتها في المحافظة على التراث والاعتناء به، مشيرا سموه إلى أن خادم الحرمين الشريفين هو من رعى العناية بالتراث وسبق غيره في ذلك سواء من خلال مهرجان الجنادرية أو من خلال جهوده الرائدة في التعريف بالتراث وربط المواطنين به. وقال سموه: لا أزيد على ما قاله سمو ولي العهد من مشاعر طيبة تجاه قائد هذه البلاد الطيبة وما أكد عليه من أهمية الاعتناء بتاريخ هذا الوطن وتراثه الوطني، وفتح المواقع التراثية للمواطنين والاعتناء بها. وأضاف: «نرى الآن توسعا كبيرا في العناية بالتراث العمراني في المملكة حكومة ومؤسسات ومواطنين بعد ان ارتفع وعي المواطنين بأهمية التراث العمراني وأهمية هذا العنصر الأساسي في اقتصادنا وتاريخنا ومستقبلنا، وسيدي خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، وعى هذا الأمر قبل الجميع وبدايات ذلك كانت في مهرجان الجنادرية وقبل ذلك حين جعل التراث العمراني و التراث الوطني بشكل عام موضوعا ملموسا للناس ليعيش المواطن في التراث ويستمتع به، نحن نريد الآن من خلال مشاريع تطوير أواسط المدن ونحن نعمل الآن مع وزارة البلديات في أكثر من 12 موقعا ونعمل الآن لاستعادة ما تم تدميره من هذه المواقع، وجعل أواسط المدن مناطق جذب سياحي للمواطن، وتفتح فيها المباني التاريخية للمواطن كمتاحف ومواقع تراثية ومواقع تثقيفية للشباب، اليوم نحن نفتقر للمواقع المهيأة التي تحكي تاريخ هذه البلاد المباركة، والتي هي والحمد لله دولة خير وطاعة لله سبحانه وتعالى، وبناها شعبها على القيم والأخلاق ونحن نريد أن نعكس ذلك في هذه المواقع التراثية، فنحن دولة متحضرة وشعب متحضر والإسلام يحض على العناية بالتاريخ وأخذ العبرة منه ونحن بانتظار ما رفع لخادم الحرمين حفظه الله الذي وجه بمشروع متكامل وهو مشروع الملك عبدالله للعناية بالبعد الحضاري للمملكة وهذا المشروع الرائد في هذا العصر الزاهر تحت مظلة قائدنا صاحب المبادرات الكبيرة أتوقع ان يحدث نقلة تاريخية غير مسبوقة ومؤسسية وشاملة على مستوى المملكة فيما يتعلق بالتراث العمراني بشكل عام والعناية به وفتحه للمواطنين، وتثقيف المواطنين والشباب خاصة كما نعمل حاليا مع الجامعات والمدارس بدعم معالي سمو وزير التربية والتعليم ومعالي وزير التعليم العالي من خلال ضخ برامج تثقيفية وتوعوية عن التراث العمراني. الآن المواطن هو الذي صار يطلق العناية بقريته التراثية ومواقعه التاريخية بعد أن كان ينفر من هذه المواقع، ويهدمها أو يطالب بهدمها والآن البلديات أيضا صار لها دورها الكبير في تأهيل هذه المواقع والأمناء ورؤساء البلديات صاروا يبادرون إلى تأهيل هذه المواقع وبدعم من أخي سمو وزير البلديات أعلنت الوزارة عن إنشاء إدارة للتراث العمراني، واصبح التراث العمراني اليوم مؤسسيا يتبع لهيئة السياحة ونحن نستشرف إقرار نظام الآثار والتراث العمراني الجديد، ومتجهون إلى نقلة كبيرة جدا لتحويل التراث العمراني إلى مواقع اقتصادية فيها فرص عمل وتداول اقتصادي كبير. ونحن في ذلك ننفذ توجيهات القيادة المباركة». يشار إلى أن هذه الجائزة تمنح في ستة فروع هي جائزة مشروع التراث العمراني، وجائزة الحفاظ على التراث العمراني، وجائزة بحوث التراث العمراني، وجائزة الإنجاز مدى الحياة، وجائزة طلاب كليات العمارة والتخطيط، وجائزة البعد الإنساني.