منين أجيب إحساس للي ما يحس. ومنين أجيب الحظ للي حظه نحس. قضى عمره وياي يمشي بالعكس. كلمات جميلة للفنان العراقي كاظم الساهر صدح بها في سماء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ووجدت رواجا كبيرا بين متذوقي الكلمة لما تحمله من وصف دقيق لحالة المشاعر المستفزة للإنسان العاشق عندما يصل به الأمر إلى مرحلة الإحباط نظير جمود إحساس المعشوق. استحضرت تلك الكلمات في مخيلتي، وأنا أتابع حالة التبلد التي تغلغلت في شريان الإدارة الاتحادية، جراء الحديث اللاذع للمستشار القانوني عمر الخولي، عبر برنامج الهدف في قناة لاين سبورت، دون أن تحرك ساكنا، بالرغم من أن الخولي وضع مجموعة المستقبل بأكملها على صفيح ساخن، معلقا الجرس على متون إدارة «الفايز».. فماذا عسى أن تفعل؟ لذا وجدت أفضل تعليق لحالة السكون العارمة على إدارة النادي أمام اتهام الرشوة هو ترديد تلك الأغنية، فربما تخفف من وطأة الصدمة لمن قصدهم الخولي. حديث صاخب هز به ذلك المستشار القانوني المخضرم أركان النادي الثمانيني، إلا أنه لم يهز شعرة من رأس الرئيس، ولا نعلم هل الفايز وإدارته سمعوا كما سمعنا، وفهموا كما فهمنا، أم أن هناك سطورا لم يستلهمها إحساس الشاعر العراقي في قصيدته. لسنا هنا بصدد مهاجمة الفايز، فسمو أخلاقه تفرض علينا احترامه، ولسنا أيضا محامين للدفاع عن أخطائه وأخطاء إدارته التي بلغ منها السيل الزبى، فنقدنا لها أمانة والسكوت عليها خيانة. ولسنا معنيين بالبحث عن إيجاد مخرج للمأزق الذي وضعت الإدارة نفسها فيه، بعد أن طالتها الانتقادات، وحاصرتها الاتهامات، ونزفت من هولها سمعة ناديهم. عقد الرعاية بات نصا غير مكتوب في سيناريو قصص ألف ليلة وليلة، فالأدوار مغيبة، والأبطال يرقصون على سن الشوكة، فكل يوم نسمع روايات، وكل مرة تختلف الحكاية. لماذا تقف الرئاسة العامة لرعاية الشباب موقف المتفرج من حديث الخولي الذي لم يكن جديدا على الساحة الرياضية، فلغة الرشوة أصبحت جزءا من ثقافة العمل بين منسوبيها، ولا ندري إلى أي منزلق يقودنا صمت الرئاسة واتحاد الكرة أمام مفاهيم يرفضها المجتمع بأسره. فاذا كان اللاعب الذي اتهم رئيس نادٍ مجهول، والموضوع طرح إلكترونيا، فإن اتهامات عمر الخولي لبعض الداعمين لإدارة الفايز كانت على عينك يا تاجر بالصوت والصورة.. فهل من مجيب!! وطالما نتحدث عن الرئاسة العامة واتحاد الكرة، فلا مانع من أن نعرج قليلا إلى الحدث التاريخي المرتقب في مسيرة الرياضة السعودية، وهو انتخابات اتحاد الكرة، ومن هو صاحب الحظ السعيد أحمد عيد، أم خالد المعمر في السباق المحموم على كرسي الرئاسة، في تصوري أن احمد عيد يرتكز على إرث رياضي، وابن معمر يستند على طموحات كبيرة تدفعه إلى منافسة قوية يصعب الفصل فيها، إلا أن البرامج الانتخابية في تصوري الشخصي مهما بلغت من قوة واستراتيجيات مستقبلية، فإن تأثيرها محدود إذا آمنا أن 63 صوتا ستذهب وراء المصالح، على اعتبارها هي صاحبة كلمة الفصل في هذا السباق، فمن يؤمن المصالح لأصحابها حتى يفوز برئاسة الاتحاد.