فجر عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد السابق الدكتور عمر الخولي قضية رشوة وفساد جديدة في مجتمعنا الرياضي؛ لا نكاد نصحو من آثار قضية ونلتقط الأنفاس من تبعاتها حتى تطل علينا أخرى تشعرنا بأسف أن رياضتنا مليئة بمشاكل وقضايا خطيرة؛ لا يمكن التعامل معها على أنها حالات نادرة، أو أحداث بسيطة ليس مهما إثارتها في وسائل الإعلام، الدكتور الخولي رجل قانون ومحاضر وكان أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد التي ترأسها محمد بن داخل، وحين يؤكد أنه تعرض لرشوة من أجل إسقاط إدارة نادي الاتحاد من قبل أعضاء شرف، وأن عقد اللاعب البرازيلي سوزا هو عقد ربوي فيجب أن يتم التعامل مع هذه التصريحات على محمل الجدّ، كثير من الاتحاديين يتساءلون عن أسباب عدم الاستقرار في الإدارات التي تتولى دفة الأمور في النادي "الأصفر"، ويبدو أن الخولي يكشف اليوم أهم دلائلها حين يعمل أعضاء شرف بطرق ملتوية على زعزعة استقرار إدارة بإغراء أعضاء المجلس لتقديم استقالاتهم وصولا لرحيل العدد الذي يسمح بإسقاطها نظاما، يستخدمون الوسائل غير النظامية لبلوغ الهدف النظامي، الذي يقودهم للتلاعب بهذا النادي الكبير ومدخراته ومشاعر جماهيره، أكدنا مرارا أن الصراعات الشرفية هي التي تزعزع استقرار الاتحاد؛ غير أن الأمور حين تصل لرشاوي فذلك ما يجب أن لا يسكت عنه، ولا يمكن أن يتركز الحديث حول توقيت تصريحات الخولي، والتساؤلات حولها، وأن له أهدافا غير سامية بتفجير هذه القضية؛ فلو أطلق الرجل تصريحاته بعد نجاح مناصري الرئيس الحالي محمد فايز في الفوز بالرئاسة لكان الحديث حول التوقيت حاضرا أيضا!!. إن الحسنة الوحيدة من ظهور قضايا الرشاوى والفساد على السطح اليوم أنها سبقت انتخابات رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم باختيار رئيس جديد بين أحمد عيد وخالد المعمر، ومن الأهمية بمكان أن يكون ملف محاربة هذه القضايا في مقدمة أولويات العمل المقبل للرئيس المنتظر، أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب فعليها واجب التعامل بحزم لتنظيف الوسط الرياضي، لا الاكتفاء بالمطالبة بعدم إثارتها في وسائل الإعلام، مرور قضايا سابقة دون محاسبة المتهمين تقصيرٌ عواقبه وخيمة، ومن شأنه أن يقود لفضائح جديدة، القضاء على الفساد أهم من الترويج للاهتمام بالرياضة المدرسية!!. نادي الاتحاد اختار رئيسه المنتخب السابق ابن داخل الرحيل بصمت، بعد أن تعرض لضغوط شديدة، ومؤامرات شرفية لم تُرد بالنادي العريق خيرا، وإن حِسب له كثيرون ترجله عن منصبه دون ضجيج ربما تقديما لسمعة ناديه وشرفييه وإن أساؤوا إليه؛ فإن عدم اتخاذه أي موقف ولو عبر الطرق الرسمية النظامية يُحسب ضده؛ خصوصا وأن الصمت ليس في مصلحة ناديه وعموم الرياضة السعودية. مسؤولو رعاية الشباب مطالبون بالتحرك بحزم وقوة يعيدان الأمور لنصابها ويوثق مسمى رعاية الشباب؛ أما استمرار الصمت فهو باختصار رعاية للفساد.