نظمت جمعية الثقافة والفنون في جدة، مؤخرا، أمسية تدشين وتوقيع مجموعة «ويل للمصلين» القصصية للصحافي القاص سامي حسون، الذي ألقى قصتي «الرجل الذي عاش في قرع الخبايا»، و«آخر الليل.. أول الفجر»، بمصاحبة عزف الفنان عبادي تمراز. وأوضحت الدكتورة فاطمة إلياس، في ورقتها، أن أول ما يلفت النظر في مجموعة «ويل للمصلين» القصصية هو تمرس الكاتب الذي تمظهر في تركيز النصوص وتنوع الشخصيات وترابط ثيمات الحكي، والنضج المعرفي والوعي التاريخي للسارد، وقالت: «المجموعة المكونة من 16 قصة تتمحور حول ثيمة واحدة، وهي ثيمة الوحدة والاغتراب المقترنة دلاليا بالحنين إلى الأصل وإلى الماضي، والهروب من الحاضر المتأزم والمنتهك أخلاقيا واجتماعيا وثقافيا». وعن قصة «ويل للمصلين»، أوضحت أن السارد لامس فيها واقعا اجتماعيا يتخطى محلية الحدث إلى فضاءات إنسانية عامة يتشكل فيها الوعي الوجداني للسارد بالهم الاجتماعي والإنساني، إذ ينتقد غياب التربية وانحسار الرقابة الأبوية على الأبناء. من جهته، قال الكاتب حسن آل حمادة: «حين تبدأ في قراءة المجموعة القصصية (ويل للمصلين) تلحظ أنك تقف أمام قاص شغوف بالقصة وعوالمها»، موضحا أن القاص تناول «ثيمة المرأة» التي تحضر بقوة في المجموعة، ليحكي لنا سموها أو انحدارها حسب المكانة التي تضع فيها نفسها. في السياق نفسه، خاطب الناقد حسين محمد بافقيه الحضور قائلا: «ليس بوسعك، وأنت ترمي ببصرك إلى كتاب اتخذ صاحبه عبارة (ويل للمصلين) عنوانا له إلا أن تقف، وتتأمل هذا العنوان، وأن تحمل نفسك على أن تجد سببا يجوز بك العنوان إلى محتوى الكتاب». وذهب بافقيه، في ورقته، إلى أن حسون يقدم قدما ويؤخر أخرى، تظهر قصصه وكأنه حائر في طريقه، وقصصه. وشهدت الأمسية مداخلات لمجموعة من الأدباء، منهم الدكتورة الشاعرة أشجان هندي، الروائي عبده خال، ورئيس الجمعية عبدالله التعزي.