تمثل مجالس الآباء التي تعقدها المدارس، حلقة وصل بين الأسرة والمدرسة، وتسهم في دفع العجلة التعليمية بقوة نحو الأهداف المنشودة منها، على الرغم من أن بعض أولياء الأمور يغفلون الدور الحيوي الذي تلعبه تلك اللقاءات، وربما يعزفون عن حضورها، وبذلك تتسع الفجوة بين المدرسة والعائلة، ودائما ما يقع التلميذ ضحيتها. وأوضح المرشد الطلابي بمدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية في جدة محمد الكرديس أن إدارة المدرسة تحرص على عقد مجالس للآباء بصفة دورية، لنقل وجهة نظرهم وملاحظاتهم عن الطلاب لأولياء الأمور في جو يتسم بالحميمية، بعيدا عن أي مؤثرات خارجية، إضافة إلى الاستماع إلى آراء الأسرة التي ينقلها الآباء، وأخذها بعين الاعتبار والعمل على تلافيها مستقبلا. وقال الكرديس: «الاجتماع مهم ويجسد علاقة المدرسة بالأسرة من أجل الوصول إلى التكامل في العملية التعليمية بما يعود بالخير والنفع للطلاب»، مشيرا إلى أن المعلمين يحرصون في الاجتماع على اطلاع أولياء الأمور على مستوى الأبناء في المدرسة لرفع تحصيلهم الدراسي عبر تقديم اقتراحات من المعلمين سهلة وعملية، يتمكن الآباء من تنفيذها. وأكد الكرديس أن مجالس الآباء تعمل على إزالة الحواجز النفسية والاجتماعية بين البيت والمدرسة، معتبرا التعليم قضية مجتمعية لا بد أن يشارك فيها جميع الأطراف من الأسرة والمدرسة وجميع أفراد المجتمع بمؤسساته المختلفة لتأدية هذه الرسالة على خير وجه، للوصول للنتائج المرجوة. وأضاف: «لا يمكن الوصول للأهداف المنشودة إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة من خلال تطبيق تعليمات مجالس أولياء الأمور والمعلمين في المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة»، منوها بالأهداف المتوخاة من مشاركة أولياء الأمور بمثل هذا الأمر والسعي إلى زيادة دعم المجتمع للعملية التربوية التعليمية. وذكر أن التجارب أكدت له أن غالبية الآباء يسعون عن رضا وقناعة وتأييد تام إلى مساندة خطط إصلاح التعليم وتطويره وذلك من خلال تقديم الأفكار المختلفة كلما أمكن ذلك، لافتا إلى أن المجلس يعكس مظاهر المسؤولية المشتركة بين الآباء والمعلمين بالمدرسة والبيت التي تجسد فيها آليات عمل جادة من وضع البرامج وتوظيف الخبرات والاستفادة من المجتمع المحلي في تنمية وتطوير عمل المؤسسات التعليمية، مبينا أن أي خلل في علاقة البيت والمدرسة سيؤثر تأثيرا سلبيا على تطور العملية التعليمية و«على المحور الأساسي لهذه العملية والذي نعمل كلنا من اجله ألا وهو الطالب». وأعلن الكرديس أن المدرسة اختارت في مجلس الآباء الذي عقدته أخيرا الأب عبدالعزيز عبدالغفور الإنديجاني رئيسا لمجلس الأباء، لقدرته من خلال تواصله مع المدرسة أن ينشئ ثلاثة أبناء تنشئة حسنة وهم ثامر وباسم وماجد، مشيرا إلى أن ثامر يدرس حاليا الدكتوراه في كندا في مجال التقنية الطبية مبتعثا من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بينما باسم تخرج هذا العام من كلية الهندسة من جامعة الملك عبدالعزيز بتقدير ممتاز ومرتبة شرف أما ماجد فما زال يدرس في الصف الخامس وهو مثال للطالب النموذجي، مبينا أن المدرسة اختارات عددا من الآباء في عضوية المجلس. في حين، أكد سالم باحفص حرصه على حضور مجالس الآباء التي تنظمها المدرسة، مشيرا إلى أنه يجد فيها التواصل مع المعلمين والإدارة في أجواء حميمية بعيدة عن الضغوط، ما يمكنه من الوصول لأهداف بأقصر الطرق.