أثارت ردود فعل الخارجية السورية النافية عزمها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبها حملة غربية عربية متواصلة ومركزة حذرت من خطر انتقال واستخدام هذه الأسلحة بفعل تصدع وتداعي النظام هناك. هذه الردود النافية تحمل تأكيدات قطعية بوجود هذا الخطر الداهم المحتمل، وتزيد من فرص التصعيد الإقليمي والدولي باعتبار أنها تقوض الأمن فيه، وتشكّل خطرا استراتيجيا على دول المحيط السوري سواء القريب جغرافيا من مناطق تخزين هذه الأسلحة، أو الذي يمكن أن يكون عرضة لمرماها بفعل ضعف الدولة السورية، وتفسخها وانحلال قدرتها على الإمساك بمساحة الوطن السوري.طبعا هذا التصعيد الإعلامي غير المسبوق مهد موضوعيا لنشر صواريخ الباتريوت على الحدود التركية السورية، ويمكن أن يشكل مادة إجماع دولي قد يخترق هذه المرة الفيتو الروسي الصيني انطلاقا من قناعة ربما أصبحت لدى روسيا والصين أن النظام السوري فقد قدرته على الحكم، وبات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، فهل يمكن أن يفعلها بشار الأسد كما فعلها علي المجيد في العراق؟ ليتحول بشار بعدها إلى بشار « كيماوي الأسد» أم أن هذه الأسلحة خرجت أساسا من سيطرته وربما تتحضر بفعل التفاهم الروسي الأمريكي للدخول ولو خارج القرارات الدولية لحماية بلده أولا، وتجنيب المنطقة ويلات استخدام متهور محتمل. فإن كان الاستخدام أمرا واردا في أي لحظة فأعتقد أن اللعبة اقتربت من خط النهاية، وأن الأسد الذي يسمع عقارب ساعة النهاية تضج بها أذناه ربما يفاجأ بمقرب منه يتركه لكن هذه المرة ليس بهدوء جهاد المقدسي إنما بصخب يطيح برأسه محققا العدالة للسوريين، ومنتصرا للآلاف من المظلومين هناك فالعدل يقول: القاتل يقتل ولو بعد حين.