اطلعنا على شعار وزارة التربية والتعليم الجديد وهو جميل .. وعندها عادت بنا الذاكرة إلى معالي الوزير السابق الدكتور محمد بن أحمد الرشيد الذي عشنا وعاشت معه الوزارة عهدا ذهبيا رائعا تذكرت معاليه وهو يصر على تعديل مسمى وزارة المعارف إلى (وزارة التربية والتعليم) وهو مطلب وجيه وملح ولكن السؤال الذي نود أن نطرحه كتربويين هو : هل المسميات والشعارات هي التي تصنع الفرق ؟!! إن البحث عن المنتج أو ما يسمى في مجال التربية (المخرجات التربوية) هو الأهم .. وفي ظني أن المسمى والشعار إضافة لا تصنع الفرق إذا كان الجوهر يخلو من التميز. إن ما لدينا من هموم تربوية وتعليمية يفوق بكثير الاهتمام بالمسميات والشعارات. لقد سميت الوزارة وزارة التربية والتعليم منذ ما يزيد على عشرة أعوام فماذا تغير ؟!، وهل أثر الاسم الجديد على المخرجات التربوية ؟!!، هذا يجيب عليه ذوو الاختصاص. والآن تغير الشعار وهو أقل أهمية من المسمى فهل نتوقع أن يغير مسار الأمور في الوزارة ؟!!. علينا الاعتراف أن ما لدينا في الوزارة من تطلعات وهموم وواقع أكبر بكثير من مسمى أو شعار. لازالت النسبة الكبرى من مبانينا المدرسية دون الطموحات ولا تخلق الجو التربوي الذي يؤدي إلى الإبداع والابتكار. ولازالت المناهج التقليدية والمتعددة تثقل عقلية الطالب ولا تخرج لنا طالبا مبتكرا ولازالت المناشط اللاصفية دون المأمول في ظل عدم وجودها وإذا وجدت فلا يوجد إلا النزر اليسير. ولازالت قياداتنا التربوية وعلى وجه الخصوص التي تقود مؤسساتنا التربوية دون المستوى المأمول .. والتي نعول عليها في تحقيق أهداف المدرسة أو المؤسسة التربوية. أما المعلمون فلازال أغلبيتهم يؤدي دور المعلم التقليدي الذي لا يعمل على تطوير نفسه أو تطوير أدائه وينظر إلى هذه الرسالة كمهنة مثل بقية المهن وهذا تفكير خاطئ مع نقص شديد في تدريبه بين الحين والآخر ليعد إعدادا جيدا يؤدي إلى صنع جيل خلاق. المعلمون يطمحون في تأمين طبي لهم ولأسرهم وهذا مطلب لهم منذ ما يزيد على ثلاثين عاما ومع كل وزارة يوعدون بذلك ولا يتحقق لهم هذا المطلب. وأخيرا، نريد أن تخرج الوزارة من البيروقراطية التي تعشعش في مرافقها المختلفة والخروج عن النمطية الإدارية التي تعطل الكثير من البرامج والمشاريع التربوية والتعليمية والهادفة.. وبيروقراطية الوزارة موجودة وبشكل مربك لأداء العمل ولا يستطيع إنكارها إلا من لا يفهم في الإدارة بمفهومها الحديث. نبارك للوزارة شعارها الجديد كما باركنا مسماها الجديد قبل ما يزيد على عقد من الزمن.. متمنين أن يكون للشعار دور سحري يحل لغز مشكلة التعليم الأزلية .. والله ولي التوفيق. [email protected]