(أريج) شابة جامعية أحالت مشروع تخرجها إلى برنامج حيوي في تربية الأطفال والصغار على القيم الأصيلة والأخلاق السمحة.. ليس بالتعليمات والنصائح الكلاسيكية بل بالترفيه وتسعى حاليا إلى تسجيل ابتكارها كعلامة تجارية لضمان حقوقها ومنع الآخرين من سلب فكرتها العبقرية. تتلخص فكرة وابتكار الطالبة أريج عطا الله (19 عاما) بخصوص لعبة أطلقت عليها (مدينة الخير ) مهمتها تعليم الصغار والناشئة من الجنسين على قيم الخير والفضيلة والحق بعيدا عن المنهج التقليدي. تقول أريج: أطفال مجتمعنا في الوقت الحالي أصبحوا غير مدركين لواقعهم، فضلا عن أن الأسر أصبحت مهمومة ومشغولة بأمرها ومسؤولياتها الاجتماعية من زيارات وتسوق وخلاف ذلك فلم يعد الوقت ولا الظروف تسمح للآباء والأمهات بمتابعة صغارهم والجلوس معهم لإكسابهم المهارات وحثهم على الفضائل وتزويدهم بأسس التربية الصحيحة والخبرة الحياتية الكافية. وتشير إلى أن فكرة تصميم اللعبة نبعت من احتياج مجتمعنا إلى تعميق مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى الأطفال بشكل صحيح حيث تسهم اللعبة التي ربطت بقيم ديننا الحنيف وتقاليدنا الأصيلة في تعليمهم المسؤولية والاعتماد على الذات. وأوضحت أريج صاحبة فكرة اللعبة التعليمية أن المستهدف الأول من الابتكار الآباء والأمهات بهدف حثهم على زرع قيم المسؤولية في نفوس أبنائهم ليكونوا جميعا «أحب خلق الله إليه»، مضيفة «اللعبة تسهم أيضا في غرس حب الوطن لدى الأبناء وخدمة مجتمعهم ودفعهم إلى الأعمال الخيرية والتطوعية وتزويدهم بأساليب جديدة بدلا من التقليدية في هذا الصدد». بطاقات الخير ولفتت إلى أن دافع الابتكار كان مشروع التخرج الجامعي الذي خصصته للكتابة عن الأطفال السعوديين، مبينة أنها وجدت ثقافة معظم الأطفال كلها نابعة من التلفزيون والترفيه المتعدد الأشكال، (وذلك ما دفعني إلى استغلال هاتين الوسيلتين لتوجيه الأطفال للطريق الأمثل تربويا وتعليميا وسلوكيا). وبينت أن من أهداف اللعبة ترسيخ اعتزاز الأطفال بهويتهم بالترفيه البرىء المستوحى من بيئتنا، حيث إنها تحتوي على ثلاث بطاقات لكل منها وظيفة معينة يتدرب عليها الطفل حتى تؤثر في واقعه. وشرحت أريج تفاصيل اللعبة وقالت: هناك بطاقات رسمت فيها رموزا لأعمال خيرية بحيث إن اللعبة المصنوعة على شكل بيئة متكاملة تحتوي 10 مناطق عبارة عن مرافق وخدمات وغير ذلك، يتحتم على الطفل أن يحرك بعض البطاقات التي ترمز إلى بعض الأعمال الخيرية ويضعها في المكان المناسب وكلما بادر إلى عمل خيري أو تطوعي يمنح نقاطا تميزه عن غيره حتى ينتشر العمل الخيري في هذه المناطق، لافتة إلى أن اللعبة خاصة بمن هم في سن السادسة فما فوق. وذكرت أن بطاقات المهام أو الأعمال الخيرية تضم أعمالا متنوعة منها توزيع الملابس المستعملة على الجمعيات الخيرية ومساعدة العاجزين لدى خروجهم من المساجد وإماطة الأذى عن الطريق وغير ذلك مما هو مستوحى من الواقع بحيث تترسخ المهام في ذهنية الطفل فتصبح ممارسة في واقعه.